في خطوة استراتيجية تروم معالجة التحديات البيئية المتفاقمة بإقليم اشتوكة آيت باها، ترأس عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبتي،اليوم التلاتاء 24 يونيو 2024 اجتماعًا هامًا للجنة الإقليمية المكلفة بتتبع مخرجات الدراسة التقنية المتعلقة بالمخطط المديري لتدبير النفايات المنزلية والمشابهة.
الاجتماع، الذي انعقد بحضور رؤساء الجماعات الترابية، وممثلي المصالح القطاعية المعنية، والسلطات المحلية، شكل مناسبة لاستعراض مسار إعداد هذا المشروع البيئي الطموح، والوقوف على مكوناته الأساسية، التي تشمل إحداث مطرح مراقب للطمر والتثمين من الجيل الجديد، بالإضافة إلى إنشاء ستة مراكز لتحويل ونقل النفايات، وإغلاق كافة المطارح العشوائية التي لا تزال تشكل مصدر تهديد مباشر للبيئة والصحة العمومية.
ويُراهن على هذا المشروع، الذي تصل كلفته المالية إلى ما يفوق 164 مليون درهم، لإحداث نقلة نوعية في مؤشرات الوضع البيئي بالإقليم، والتقليص من مظاهر التلوث والهشاشة التي طالت عدداً من الفضاءات الطبيعية والعمرانية، جراء غياب منظومة فعالة لتدبير النفايات لسنوات طويلة.
وخلال الاجتماع، شددت مختلف التدخلات على ضرورة الإسراع في إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ، مع ضمان توفير التمويلات اللازمة، وتعبئة مختلف الشركاء، خاصة المجالس الجماعية، ومؤسسات الدولة، والفاعلين في القطاع البيئي. كما تمت الدعوة إلى تحيين المعطيات التقنية الواردة في الدراسة، في ضوء التحول الذي شهده إنتاج النفايات بمختلف جماعات الإقليم، بسبب التوسع العمراني والديمغرافي والأنشطة الاقتصادية المتزايدة.
كما أبرز المتدخلون أهمية تأهيل الإطار المؤسساتي المكلف بتدبير هذا المشروع، بما يضمن حكامة جيدة ونجاعة في التنزيل، ويكفل الاستدامة والشفافية في تدبير المرفق العمومي المرتبط بالنفايات.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق دينامية متجددة تشهدها عدد من الملفات التنموية والبيئية تحت إشراف عامل الإقليم الجديد، الذي أبان منذ تعيينه عن انخراط قوي في مواكبة المشاريع الكبرى، وإعادة هيكلة الملفات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، خاصة في ما يتعلق بالبيئة والصحة وجودة العيش.
ويأمل المتتبعون أن يشكل هذا المشروع نواة حقيقية لإعادة الاعتبار للبعد البيئي في التخطيط الترابي بإقليم اشتوكة آيت باها، وأن يكون منطلقًا لإرساء منظومة إيكولوجية متكاملة، تجعل من تدبير النفايات رافعة للتنمية المحلية المستدامة بدل أن يظل مشكلًا بيئياً مزمناً.