تحليق طائرات حربية فوق سماء أكادير يثير استغراب السكان… ومصادر تؤكد: الأمر يتعلق بمناورات مغربية فرنسية مشتركة

تفاجأ سكان عدد من المناطق المحيطة بمدينة أكادير، أمس الإتنين، بصوت هدير قوي لطائرات حربية تحلق على علو منخفض، ما أثار حالة من الاستغراب والفضول، وسط تساؤلات عن خلفيات هذا التحرك الجوي غير المعتاد، في منطقة لم تشهد منذ مدة نشاطًا مماثلاً.

وبينما ساد الترقب والحيرة لدى العديد من المواطنين، خصوصًا في أحياء ايت ملول وبنسركاو، تيكيوين، الدراركة وتامري، أوضحت مصادر مطلعة أن هذه الطلعات الجوية لا تندرج ضمن حالة طوارئ أو تهديد أمني، بل هي جزء من مناورات جوية عسكرية مشتركة بين القوات الجوية الملكية المغربية ونظيرتها الفرنسية.

مناورات تكتيكية لتعزيز الجاهزية
ووفق نفس المصادر، تشارك في هذه التدريبات طائرات “رافال” الفرنسية المتطورة، إلى جانب طائرات “إف-16” المغربية، في إطار برنامج تعاون ثنائي يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتطوير قدرات التنسيق العملياتي بين الجيشين، خاصة في مجالات القتال الجوي والرصد والمراقبة والتدخل السريع.

وتمتد هذه التمارين إلى مجالات متنوعة تشمل التعرف على التهديدات الجوية، وتبادل الخطط التكتيكية، والاشتغال على فرضيات تتعلق بمواجهة سيناريوهات محتملة في سياقات إقليمية ودولية متغيرة.

تعاون دفاعي متقدم
وتندرج هذه المناورات ضمن أجندة التعاون العسكري المغربي الفرنسي، التي تعرف منذ سنوات دينامية تصاعدية، تشمل مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات الإستراتيجية، في ظل رهانات إقليمية وأمنية متزايدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس رغبة  المغربي في تعزيز قدراته الدفاعية الجوية، وتأكيد موقعه كفاعل إقليمي موثوق في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع ما يشهده المحيط الإقليمي من توترات.

انخراط القوات الجوية في التحديث والتأهيل
يُشار إلى أن القوات المسلحة الملكية، وخاصة سلاح الجو، تشهد منذ سنوات جهودًا نوعية في التحديث والتأهيل، من خلال اقتناء تجهيزات حديثة، وإبرام اتفاقيات تعاون مع عدد من الدول الشريكة، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، في إطار مقاربة استراتيجية شاملة تهدف إلى تحصين الأمن القومي وتعزيز الجاهزية الدفاعية للمملكة.

ردود فعل السكان… بين الدهشة والاطمئنان
في المقابل، ورغم توضيحات الجهات المختصة، ظل بعض سكان المناطق المتأثرة يتحسسون من التكرار المحتمل لهذه الطلعات، خاصة في أوقات الذروة أو الليل، مطالبين بالمزيد من التواصل المسبق مع الرأي العام المحلي في مثل هذه الحالات، تفاديًا للهلع، خصوصًا في صفوف الأطفال وكبار السن.

وتبقى مثل هذه المناورات، بحسب مختصين، أمراً عادياً في الدول التي تعتمد على التحالفات الدفاعية، كما تشكل تمرينًا حيويًا لضمان نجاعة الرد العسكري وفعالية الدفاعات الجوية، في حال وقوع أي طارئ يستدعي التدخل.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬005

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *