في خطوة تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الترافع المدني، وجهت جمعية أوزوان المزار أيت ملول، اليوم الاربعاء 18 يونيو 2025، مراسلة رسمية إلى عامل عمالة إنزكان آيت ملول. طالبت من خلالها بالتدخل العاجل لتهيئة وتبليط أزقة وشوارع حي المزار، الذي يعيش سكانه على وقع مشاكل بنيوية مزمنة في البنية التحتية. هذه المبادرة تأتي لتسليط الضوء على واقع عمراني مقلق يتطلب استجابة فورية.
واقع مرير: كرامة السكان على المحك
تُقدم المراسلة صورة قاتمة لواقع حي المزار، حيث يعاني السكان بشدة من غياب التهيئة والتبليط. هذا الوضع، حسب الجمعية، يؤثر سلبًا على جودة حياة القاطنين، خصوصًا الفئات الأكثر هشاشة مثل المسنين، الأطفال، والتلاميذ. هؤلاء يضطرون للتنقل في طرقات غير صالحة للسير تتحول إلى برك وأوحال في فصل الشتاء، ومصدر للغبار والإزعاج في الصيف.
تؤكد الجمعية أن هذا الواقع لا يمس كرامة الساكنة فحسب، بل يعرقل سيرها اليومي ويهدد سلامتها الجسدية. المفارقة تكمن في أن مناطق أخرى داخل نفس الجماعة تستفيد من مشاريع التأهيل الحضري، مما يثير تساؤلات حول العدالة المجالية والتوازن التنموي.
مطالب دقيقة: خارطة طريق للتأهيل
لتسهيل عمل السلطات، حددت الجمعية في مراسلتها،مجموعة من النقاط العاجلة والمدققة التي تتطلب تدخلاً فورياً:
تبليط أزقة وشوارع تمتد على طول يفوق 1.12 كيلومتر داخل حي المزار.
تهيئة مسلك طرقي بطول 444 مترًا يخدم مشروعًا سكنيًا قيد الإنجاز.
فتح وتوسيع أزقة ضيقة تربط بين أحياء متفرقة داخل الحي لتحسين انسيابية الحركة.
تهيئة ساحة مسجد المزار الكبير، نظراً لمكانتها كنقطة مركزية للساكنة والواجهة الدينية للحي.
تحسين محيط الخزان المائي، وهو نقطة حيوية لتزويد الحي بالماء.
معالجة أوضاع الطريق المؤدية إلى السوق الأسبوعي ومستودعات التبريد، لتحسين الولوج الاقتصادي والتجاري للمنطقة.
دعوة للتنمية الشاملة: من التهميش إلى الإنصاف
تؤكد جمعية أوزوان أن هذا المطلب يأتي في إطار المقاربة التشاركية التي تشجعها الدولة، وضمن المجهودات الوطنية لتعزيز العدالة المجالية وتحقيق التوازن التنموي. المراسلة تشدد على أن “أحياء الهامش لم تعد تحتمل المزيد من التهميش”، معبرة عن ترقب ساكنة المزار لتفاعل إيجابي من عامل الإقليم وإدراج هذا المطلب ضمن أولويات برامج التأهيل الحضري أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي سياق تعزيز التنسيق، دعت الجمعية كافة الفاعلين الجماعيين، وخاصة أعضاء المجلس الجماعي لأيت ملول، إلى الانخراط الفعلي في دعم هذا المطلب المشروع، وتحويله إلى مشروع على أرض الواقع، بعيدًا عن “الحسابات الضيقة أو الوعود الموسمية”.
إثباتات ميدانية: لغة الصور والخرائط
ولتعزيز مطلبها، أرفقت الجمعية مراسلتها بـصور ميدانية وخرائط دقيقة توضح النقاط السوداء المعنية بالتأهيل. هذه المرفقات تهدف إلى تمكين السلطات من معاينة الوضع عن كثب وتحديد الأولويات وفق رؤية تقنية ومجالية واضحة، مما يقطع الطريق أمام أي تأويل أو تأجيل غير مبرر.