تعيش جماعة إداوكنظيف، الواقعة بإقليم اشتوكة آيت باها، واقعًا مريرًا يتسم بالتهميش وغياب أبسط مقومات التنمية الأساسية. هي صرخة مكتومة تكشف عن معاناة يومية لساكنة تنتظر الالتفاتة الجادة من المسؤولين، لانتشالها من عزلة فرضتها سنوات من الإهمال ونقص الموارد.
لعل أبرز أوجه هذا التهميش يتجلى في القطاع الصحي. فالمستوصف الوحيد في الجماعة يقف شاهدًا على حجم الخصاص، فهو بدون طبيب ولا يملك أبسط المعدات الضرورية. هذا الوضع يجبر الساكنة على قطع مسافات طويلة، غالبًا في ظروف صعبة، للحصول على الرعاية الصحية الأساسية، مما يعرض حياتهم للخطر، خاصة في الحالات الطارئة أو بالنسبة للفئات الهشة كالأطفال وكبار السن والنساء الحوامل.
ولا يقتصر الأمر على الصحة، فغياب المرافق الترفيهية والاجتماعية يطوق آفاق شباب وأطفال الجماعة. فلا ملاعب ولا دور للشباب، مما يحرمهم من فضاءات لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية وتفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي. هذا الفراغ ينعكس سلبًا على نموهم وتطورهم، ويدفع ببعضهم نحو الانحراف أو اليأس.
أما عن النقل، فالوضع شبه منعدم. فوسيلة النقل الوحيدة التي تربط إداوكنظيف بالعالم الخارجي هي النقل السري، الذي غالبًا ما يفتقر لشروط السلامة ويزيد من الأعباء المادية على الساكنة. هذا العزل يفاقم من مشاكل الولوج إلى الخدمات، سواء كانت صحية، تعليمية أو إدارية، ويحد من فرص العمل والتبادل التجاري، مما يعمق من الفقر والتهميش.
في ظل هذه المعطيات، تغيب المساحات الخضراء التي تعد متنفسًا حيويًا للسكان ومساهمًا في تحسين جودة الحياة والبيئة المحلية. هذا النقص يعكس غياب رؤية شمولية للتنمية المستدامة، التي تأخذ بعين الاعتبار رفاهية الإنسان وبيئته.
إن جماعة إداوكنظيف تستحق حياة كريمة ومستقبلًا أفضل. إنها دعوة عاجلة للسيد العامل الجديد لإقليم اشتوكة آيت باها، أن يولي هذه الجماعة المهمشة اهتمامًا خاصًا، وأن يضعها ضمن أولوياته. فالمساهمة في انتشال إداوكنظيف من هذا الواقع تتطلب إرادة قوية، وتخصيص الموارد اللازمة، والتنصت لاحتياجات الساكنة، والعمل على إطلاق مشاريع تنموية حقيقية وشاملة تضمن الحق في الصحة، التعليم، التنقل، والعيش الكريم.
فهل تستجيب الأيام القادمة لصرخة إداوكنظيف، وتشرق شمس التنمية على هذه الجماعة المعزولة؟