“نقاش الأحرار” بسوس ماسة: إنجازات في مواجهة الإجهاد المائي وتعزيز اللامركزية

شهدت جهة سوس ماسة نهاية الأسبوع الماضي سلسلة لقاءات “نقاش الأحرار”، التي شكلت منصة لعرض أهم الإنجازات والحصيلة المرحلية والأوراش المفتوحة من قبل الجماعات التي يديرها حزب التجمع الوطني للأحرار. هذه اللقاءات، التي تهدف إلى تعزيز التواصل مع الساكنة وتقييم العمل الحكومي والمحلي، سلطت الضوء على جهود الحزب في مواجهة تحديات كبرى كالإجهاد المائي، وتعزيز اللامركزية، ومحاربة الشعبوية.

التصدي للإجهاد المائي: محطة تحلية ضخمة في الأفق
في سياق التصدي لتحدي الإجهاد المائي الذي يواجه المملكة، كشف أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال مشاركته في لقاء أولاد تايمة، عن مشروع ضخم يتمثل في إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه على الصعيدين الوطني والإفريقي بجهة سوس ماسة.

وأكد البواري، وهو عضو المكتب السياسي للحزب، أن هذه المحطة ستُمكن من سقي 30 ألف هكتار بمنطقة تارودانت، وستعزز تزويد الساكنة المحلية بالماء الشروب. ومن المتوقع أن توفر المحطة ما يقارب 280 مليون متر مكعب من مياه السقي سنوياً، وهو ما سيُشجع الفلاحين على مواصلة الإنتاج في مساحة تقدر بـ 23 ألف هكتار، ويُساهم بشكل فعال في التصدي لإشكالية الإجهاد المائي بالجهة. هذا المشروع يعكس التزام الحكومة بضمان الأمن المائي وتحفيز القطاع الفلاحي الحيوي.

تعزيز اللامركزية وتمكين الجماعات الترابية
من جانبه، شدد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب، على أن الحكومة بقيادة عزيز أخنوش، قد أعطت إشارات قوية على صعيد تعزيز اللامركزية وتمكين الجماعات الترابية. وقد تجلى ذلك في رفع القدرات المالية لهذه الجماعات، وزيادة حصتها من الضريبة على القيمة المضافة من 30 إلى 32 في المائة.

وأوضح بايتاس أن غاية الحزب هي النجاح في تحقيق المنجز الوطني المطلوب، وتعزيز روابطه مع الساكنة المحلية. وأكد أن المنتخبين التجمعيين على الصعيد المحلي هم الأكثر قدرة على لعب الدور التواصلي مع المواطنات والمواطنين. وأشار إلى أن التجمع الوطني للأحرار يعتمد مبادرات متعددة لتعزيز هذه الروابط والإنصات لانشغالات المواطنين، بما في ذلك “أكاديمية الأحرار” التي تُعنى بإعداد المنتخبين، والقافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، بالإضافة إلى المنتديات الجهوية للمنتخبين التجمعيين.

حصيلة وإنجازات في تزنيت: مشاريع مهيكلة لتغيير وجه المدينة
وقد قدم عبد الله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، ورئيس جماعة تزنيت، لمحة عن أهم الإنجازات والحصيلة المرحلية والأوراش التي فتحتها جماعة تزنيت. مشيداً بمؤهلات وخبرة ممثلي الحزب وأعضاء التحالف الذي يقود الجماعة.

وأبرز غازي أن تزنيت شهدت توقفاً للمشاريع وغياب دينامية خلال الفترة الانتدابية السابقة، مما دفع الحزب إلى تسطير مشاريع مهيكلة ومندمجة خلال الولاية الحالية. وأشار إلى أن البرنامج الانتخابي لأحزاب التحالف، وعلى رأسها الأحرار، قد تُرجم إلى برنامج عمل أثمر مشاريع مهيكلة ستُسهم في تغيير وجه المدينة، من خلال منهجية عقلانية في تعبئة وتنزيل الموارد بحكامة تجعل المواطن يشعر بها، على غرار تحيين تصميم التهيئة الجديد للمدينة والاستجابة لطلبات الساكنة والمستثمرين.

الشعبوية: “سرطان السياسة” ورؤية “حزب أولاد الناس”
وفي مداخلة قوية، شدد أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي للتجمع، على أن منطق العمل داخل الحزب يقوم على الفعالية و”المعقول” والإنجاز في الميدان. ووجه نقداً لاذعاً لبعض الأطراف السياسية، معتبراً أن خطابها يرتكز على “الشعارات الجوفاء والكلام الرنان دون أي أثر على أرض الواقع”.

واصفاً إياها بأن “الشعبوية هي سرطان السياسة، وتقتل الثقة والعمل السياسي، وتحدث شرخاً داخل المجتمعات”. وخلص بيرو إلى أن الأحرار هو “حزب أولاد الناس”، وتؤطره العديد من المبادئ والقيم، أهمها احترام ذكاء المواطنين والإنصات إليهم والاجتهاد قدر الإمكان في الوفاء بالوعود التي يقدمها في إطار التعاقد مع المواطنين.

 

 

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬042