في تطور إيجابي طال انتظاره، أعلنت جماعة آيت ملول إدماج منطقة الحرفيين بأزرو ضمن تصميم التهيئة القطاعي، في استجابة لمطلب ظل يؤرق فئة واسعة من الحرفيين والصناع التقليديين، ويهدد مستقبل أنشطتهم المهنية.
ويأتي هذا القرار بعد أسابيع قليلة من الوقفة الاحتجاجية السلمية التي نظمتها هذه الفئة يوم الثلاثاء 13 ماي 2025 أمام ملحقة الجماعة، للتعبير عن استيائها من التغييرات التي طرأت على تصميم التهيئة، والتي حذفت الرمز المخصص للمنطقة الحرفية، وفتحت المجال لاستعمالات تجارية كبرى.
وقد لقيت هذه الوقفة تجاوباً مباشراً من عامل إقليم إنزكان آيت ملول، السيد إسماعيل أبو الحقوق، الذي استقبل وفداً عن الحرفيين بمقر العمالة في اليوم نفسه، حيث عبّر عن تفهمه العميق لانشغالاتهم، والتزم بالعمل على معالجة الملف بما يضمن حفظ حقوقهم ومراعاة الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الفئة في الاقتصاد المحلي.
وبعد أقل من شهرين على هذا اللقاء، أوفت السلطات الإقليمية بوعدها، حيث أعلن رئيس جماعة آيت ملول، في تدوينة رسمية، عن إدماج منطقة الحرفيين ضمن تصميم التهيئة الجديد، معتبراً ذلك ثمرة لتعاون مختلف المتدخلين في قطاع التعمير، ووفاءً بالتزامات الجماعة تجاه المهنيين.
ويُعد هذا القرار تتويجاً لمسار نضالي سلمي خاضه الحرفيون دفاعاً عن وجودهم المهني، وتجسيداً لمقاربة تشاركية بين السلطة الإقليمية والجماعة والمجتمع المدني، أعادت الثقة إلى نفوس عدد من المهنيين الذين عاشوا مرحلة من الغموض والقلق.
وقد أشادت فعاليات مهنية وجمعوية بالدور الفاعل والحاسم الذي لعبه عامل الإقليم، معتبرة وفاءه بوعده تعبيراً عن مسؤولية مؤسساتية تُعلي من قيمة الإنصات القريب والتدبير المتوازن لقضايا الساكنة.
ويُتوقع أن يسهم إدماج المنطقة الحرفية في تحسين ظروف اشتغال المهنيين، وإتاحة فرص جديدة للاستثمار في قطاع يعد من دعائم الاقتصاد المحلي بآيت ملول، خصوصاً في ظل التوجه نحو إعادة تنظيم الفضاءات الحضرية وتوفير بيئة ملائمة للأنشطة الإنتاجية.
A.Boutbaoucht