لا يزال الطريق المؤدي إلى “البراج” بجماعة أيت عميرة، إقليم اشتوكة آيت باها، يعيش وضعاً مأساوياً بعد أكثر من 15 سنة من الإهمال، في وقت تعج فيه المنطقة بواحدة من أكبر الضيعات الفلاحية المصدّرة للطماطم والخضر نحو أوروبا.
الطريق، الذي لا يتسع لمرور سيارة واحدة في أغلب مقاطعه، يفتقر لأبسط شروط السلامة، ويشهد يومياً مرور المئات من العمال والسائقين وشاحنات نقل المياه والبضائع، في مشهد يُجمع الساكنة والسائقون على وصفه بـ”المهزلة التنموية”.
وقال أحد سائقي سيارات “البيكوب” في تصريح للجريدة: “كنت كنمر من هاد الطريق سنة 2008، واليوم في 2025 ما تبدل فيها والو، رغم أن الشركات الفلاحية هنا كتربح الملايير وكتصدر للخارج”. بينما أشار سائق آخر إلى معاناة يومية مع الغبار قائلاً: “إذا صادفت شاحنة نقل الماء، الرؤية كتولي منعدمة بسبب الغبار الكثيف”.
طريق البراج ليست فقط طريقاً مهترئة، بل تحولت إلى نقطة سوداء بسبب الحوادث المتكررة، أبرزها تلك التي وقعت في شتنبر 2024، حين انقلبت سيارة خفيفة تقل 11 مهاجراً من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما أسفر عن حالتي وفاة وعدد من الجرحى.
سائقون آخرون تحدثوا عن خسائر مادية متكررة جراء تضرر سياراتهم بشكل مستمر، وعن شعور عام بالغضب نتيجة ما وصفوه بـ”التنمية الانتقائية”، التي تستثني البنية التحتية رغم الأهمية الاقتصادية الحيوية للمنطقة.
وفي ظل هذا الوضع المتدهور، تتعالى أصوات الساكنة والمهنيين وسائقي النقل مطالبةً بتدخل عاجل من العامل الجديد لإقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، لإنهاء معاناة آلاف المواطنين، ووضع حد للاستهتار الذي يطبع هذا الملف منذ سنوات.
الجميع اليوم يُجمع على أن إصلاح طريق البراج لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، في انتظار أن تتحول الوعود إلى مشاريع حقيقية تُعيد الاعتبار لهذا المسلك الحيوي.
A.Boutbaoucht