سيدي بيبي: طرق محفرة ومياه آسنة في ظل “مسار الإنجازات”

في مشهدٍ يعكس تناقضاً صارخاً بين الواقع والمعروض في اللقاءات السياسية، وثّقت صورة ملتقطة من الطريق الرابطة بين مركز سيدي بيبي ودوار برج حمدان وضعًا بيئيًا وخدماتيًا مزريًا، حيث تغمر المياه العادمة والروائح الكريهة الشارع، وسط تراكم واضح للنفايات والبلاستيك في غياب تام لأي تدخل جماعي فعّال.

المفارقة، أن هذا الوضع تزامن مع لقاء سياسي احتضنته الجماعة نفسها، أمس الجمعة 13 يونيو 2025، بحضور الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس ووزير الفلاحة محمد صديقي، ورئيس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي، إلى جانب عدد من رؤساء الجماعات المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار. اللقاء الذي جاء تحت شعار: “نقاش الأحرار… مسار الإنجازات”، رُوّج فيه لسلسلة من المشاريع التي أُنجزت على مستوى الجهة.

لكن الصورة القادمة من قلب جماعة سيدي بيبي تحكي حكاية أخرى، أكثر صراحة ومرارة، عن هشاشة البنية التحتية وغياب قنوات الصرف الصحي وتهالك الطرق، ما يشكّل تهديداً حقيقياً للصحة العامة وظروف العيش الكريم للمواطنين.

ويتساءل المواطنون باستغراب: كيف يمكن التحدث عن الإنجازات في ظل هذا التردي الواضح في أبسط الخدمات الأساسية؟ وهل من المعقول أن يتحول طريق رئيسي إلى بركة آسنة في جماعة تحتضن وزراء ومسؤولين سامين في لقاءات رسمية؟

كما يرى متتبعون للشأن المحلي أن اللقاء الأخير يدخل ضمن حملة انتخابية سابقة لأوانها، خاصة مع تجاهل المتدخلين للأزمات اليومية التي يعيشها المواطن، من غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، وتدهور المرافق الحيوية، مقابل التركيز على تسويق شعارات عامة دون تقديم حلول ملموسة.

ويؤكد السكان أن الأولوية لا تكمن في تنظيم اللقاءات السياسية الفارهة بقدر ما هي ضرورة ملحة لإصلاح الطرقات، تطهير البيئة، وإنقاذ كرامة الساكنة التي تعاني من الإقصاء في صمت.

A.Bout

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬344

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *