من بلفاع إلى إنشادن: جولة عامل إقليم اشتوكة ايت باها لتقييم المنجزات وتحديد الأولويات التنموية

في خطوة تروم تعزيز الفعل التنموي بإقليم اشتوكة آيت باها، أطلق عامل الإقليم سلسلة لقاءات تشخيصية مع المنتخبين بمختلف الجماعات الترابية، وذلك في إطار منهجية جديدة تقوم على التشاور القرب والإنصات لنبض الساكنة، وبحث سبل تجاوز المعيقات التي تعترض التنمية المحلية.

بداية الجولة من جماعة بلفاع: تقييم المنجز وتحديد الأولويات
كانت الانطلاقة من جماعة بلفاع، حيث انعقد لقاء موسع ضم المنتخبين وممثلي المصالح الخارجية، خصص لتشخيص الوضعية الراهنة واستعراض ما تحقق من مشاريع تنموية ، سواء في مجال البنيات التحتية أو الخدمات الأساسية.

وقد تم التأكيد خلال هذا اللقاء على أهمية ما تحقق من إنجازات همّت تقوية الشبكة الطرقية، وتوسيع الربط بشبكتي الماء والكهرباء، فضلاً عن تعزيز المرافق العمومية، كالوحدات الصحية والمؤسسات التعليمية، مما ساهم في تحسين مؤشرات العيش وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

ومع ذلك، لم تُخفِ مداخلات المنتخبين حجم التحديات التي لا تزال قائمة، خصوصاً ما يتعلق بتوسيع قاعدة البنيات التحتية، وتطوير مرافق الترفيه والتكوين المهني، فضلاً عن الحاجة الملحة لمعالجة إشكالات التعمير، وتنظيم المجالات العمرانية بما يواكب النمو الديمغرافي المطرد للجماعة.

كما شكل موضوع الماء والتطهير السائل نقطة محورية في النقاش، في ظل التحديات البيئية وشح الموارد، إذ تم التأكيد على ضرورة الإسراع بإطلاق مشاريع استعجالية لحماية الموارد المائية وتطوير شبكة التطهير، إلى جانب تحسين منظومة تدبير النفايات وتحديث أساليب حماية البيئة.

المحطة الثانية: جماعة إنشادن تطرح مؤهلاتها وتنتظر الدعم
ثاني محطات هذه الجولة كانت بجماعة إنشادن، التي استقبلت عامل الإقليم في لقاء مماثل، سعى إلى تقوية جسور التواصل بين السلطات الترابية والمنتخبين، في أفق تجاوز العراقيل التي تعترض مشاريع التنمية، واستثمار المؤهلات التي تزخر بها المنطقة.

وقد تميز هذا اللقاء بمداخلات عكست تطلعات الساكنة وانتظاراتها، إذ تم الوقوف عند الإمكانات الفلاحية والسياحية والبيئية التي تزخر بها الجماعة، وكذا أهمية موقعها الجغرافي كممر يربط بين مناطق مختلفة بالإقليم.

وسلطت المداخلات الضوء على عدد من الحاجيات، خاصة تلك المتعلقة بتقوية الشبكة الطرقية القروية، وتوسيع العرض المدرسي، وتجهيز المراكز الصحية، وخلق فرص للشغل لفائدة الشباب، إضافة إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشاكل التعمير والرخص، ومواكبة الاستثمار المحلي في إطار رؤية مندمجة.

وفي هذا السياق، شدد عامل الإقليم على أن هذه اللقاءات لن تبقى حبيسة التشخيص، بل ستتوج بإعداد تقارير دقيقة تشكل قاعدة بيانات مرجعية لتصميم تدخلات مستقبلية، يتم خلالها ترتيب الأولويات وتعبئة الموارد اللازمة لبلورة مشاريع ذات أثر ملموس على حياة الساكنة.

نحو مقاربة تنموية جديدة قائمة على القرب والإنصات
تعكس هذه الجولة رغبة السلطات الإقليمية في القطع مع التدبير الموسمي والارتجالي، من خلال إرساء مقاربة تشاركية مبنية على الإنصات والتخطيط الاستباقي، وهو ما يؤكد أهمية تفعيل دور المنتخبين كمخاطبين مباشرين لنبض المواطنين، وشركاء أساسيين في صياغة المشاريع وتتبعها.

كما تؤشر اللقاءات المنعقدة في بلفاع وإنشادن على وجود وعي متزايد بضرورة تبني نماذج تدبيرية مندمجة، قادرة على استيعاب خصوصيات كل جماعة ترابية، وتوفير الأجوبة الملائمة لتحدياتها التنموية، سواء تعلق الأمر بالخدمات الأساسية أو ببنيات الاستقبال والتأهيل الاقتصادي والاجتماعي.

خلاصات أولية وآفاق مستقبلية
من خلال هذه اللقاءات، يتضح أن إقليم اشتوكة آيت باها يعيش دينامية جديدة قائمة على إعادة ترتيب الأولويات المحلية، وإعطاء الكلمة للفاعلين الميدانيين للمساهمة في بناء تصور شمولي للتنمية، خاصة في ظل المتغيرات البيئية والاجتماعية التي تفرض تكييف السياسات العمومية مع الحاجيات الواقعية للساكنة.

ومن المرتقب أن تشمل هذه الجولة الجماعات الترابية الأخرى بالإقليم ، مما سيتيح بلورة رؤية متكاملة تسهم في تقليص الفوارق المجالية، وتحقيق العدالة الترابية، كمدخل أساسي لإقلاع تنموي منصف ومستدام.

ع بوتباوشت

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬340

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *