كشفت مصادر محلية في مدينة بويكرى عن واقعة أثارت استياءً واسعًا، تمثلت في قيام مصالح الجماعة بتركيب مصباحي إنارة عمومية مباشرة أمام منزل أحد المقربين من المجلس الجماعي. يأتي هذا في الوقت الذي تغرق فيه الطرق المجاورة، خصوصًا المؤدية إلى دوار أيت السايح، في ظلام دامس منذ سنوات.
هذا ووصفت ساكنة المنطقة هذه الخطوة بأنها “تمييز واضح في الاستفادة من الخدمات العمومية“، ما زاد من حدة الاحتقان الشعبي. تثير هذه الواقعة تساؤلات مشروعة حول المعايير المتبعة في توزيع مشاريع الإنارة بالمدينة. هل أصبحت هذه المشاريع تُمنح بناءً على القرب من دوائر القرار، بدلًا من الاستحقاق والمصلحة العامة؟
مع تزايد حالة الاستياء من سياسة “الانتقائية” في توفير الإنارة، وجه السكان نداءً مباشرًا إلى رئيس المجلس الجماعي لبويكرى، مطالبين بتقديم توضيحات شفافة حول هذا القرار. جاء في إحدى الرسائل المتداولة: “سيدي الرئيس، ندعوكم إلى القيام بجولة بسيطة نحو الطريق المؤدية لأيت السايح، وتوضيح سبب استفادة منزل معين من مصباحين للإنارة العمومية، بينما أحياء بأكملها تعاني من التعتيم والإهمال.”
المواطن يدفع ثمن التهميش والتمييز
ليست هذه الحادثة سوى مثال واحد على سوء توزيع الخدمات العمومية في المدينة، الأمر الذي يرسخ شعورًا عامًا بـ”الظلم التنموي”. يتجلى هذا الظلم بشكل خاص في الأحياء والمناطق التي لم تحصل على نصيبها العادل من الإنارة والبنى التحتية الأساسية الأخرى. ويجمع السكان على أن العدالة المجالية غائبة، وأن الاعتبارات الشخصية تهيمن على اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بمشاريع القرب.
نداء إلى عامل الإقليم وصرخة ساكنة مهمشة
مع تصاعد هذه السلوكيات، لجأ العديد من المواطنين إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم. كما رفعوا شكاوى مباشرة إلى عامل إقليم اشتوكة آيت باها، مناشدين تدخله الفوري لوقف هذا النوع من “التمييز الإداري” ووضع حد لاستغلال المرافق العمومية لأغراض انتخابية أو شخصية.
الإنارة حق للجميع لا امتياز لفئة
إن الإنارة العمومية ليست منحة أو مكافأة، بل هي حق أساسي من حقوق جميع المواطنين دون استثناء. من غير المقبول أن تُحوَّل إلى وسيلة للمحاباة أو التمييز بين السكان. فالمرافق العمومية وُجدت لخدمة الجميع، ويجب أن تُدار بمبادئ العدل، المساواة، والشفافية.
إلى متى سيستمر بعض المنتخبين في التصرف بالمال العام وكأنه ملك خاص؟ وهل ستكون هناك محاسبة عادلة تعيد الأمور إلى نصابها وتُنصف الساكنة التي طال انتظارها؟