مهرجان تالوين الدولي للزعفران: نحو زراعة مستدامة في مواجهة التغيرات المناخية

انطلقت، اليوم الخميس، فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الزعفران الدولي بجماعة تالوين في إقليم تارودانت، والذي يعقد تحت شعار “زعفران تالوين والتغيرات المناخية نحو زراعة مستدامة وقادرة على التأقلم”. يسعى هذا المهرجان إلى الاحتفاء بزعفران تالوين، الذي يعتبر من أجود أنواع الزعفران في العالم، ويهدف إلى تعزيز زراعة مستدامة لمواجهة التحديات المناخية التي باتت تهدد استدامة هذه الزراعة.

أهمية المهرجان وأهدافه
يقام المهرجان بتنظيم من جمعية المهرجان الدولي للزعفران، وبدعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويرمي إلى تعزيز التعاون وتبادل الأفكار والخبرات بين المهنيين في سلسلة الزعفران والمشاركين من مجالات المنتجات المجالية الأخرى. ويستقطب المهرجان نحو 80 عارضًا من رواد هذه الصناعة، مما يتيح منصة مفتوحة للتفاعل ومشاركة التجارب في مجال إنتاج وتسويق الزعفران على المستويين المحلي والوطني.

نحو زراعة مستدامة وممارسات صديقة للبيئة
تسلط هذه الدورة الضوء على أهمية تبني ممارسات زراعية مبتكرة وصديقة للبيئة، بهدف تعزيز قدرة الفلاحين والتنظيمات المهنية على التكيف مع التغيرات المناخية. يركز المهرجان على تطبيق تقنيات زراعية متطورة للحد من تأثير التغير المناخي وضمان استدامة الإنتاج، ما يعكس توجه المملكة المغربية نحو زراعة متجددة ومقاومة لتغير المناخ في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.

أهمية الزعفران لتالوين ودوره في التنمية المحلية
يعتبر الزعفران، الذي تزرع مساحة تفوق 1250 هكتارًا لإنتاجه في تالوين، منتجًا زراعيًا ذا قيمة اقتصادية كبيرة. وتنتج المنطقة حوالي 5 أطنان من الزعفران سنويًا، ويشارك في سلسلة إنتاجه أكثر من 120 تعاونية زراعية. في هذا السياق، أكد نور الدين كسى، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة سوس-ماسة، على أهمية المهرجان في تعزيز قطاع الزعفران باعتباره حدثًا سنويًا للنهوض بسلسلة إنتاج الزعفران وتطويرها، من خلال توفير منصة للتبادل والخبرات، والاطلاع على آخر مستجدات القطاع.

دعم الزعفران والتسويق المحلي والدولي
يشكل المهرجان فرصة لتعزيز حضور الزعفران المغربي على المستويين الوطني والدولي، ويسعى إلى خلق فضاء تفاعلي يجمع مختلف الفاعلين في سلسلة الزعفران وسلاسل المنتجات المجالية الأخرى. ويهدف إلى تعزيز تسويق الزعفران والمنتجات المحلية الأخرى، والترويج للمنطقة بما تحتويه من مؤهلات فلاحية واقتصادية وسياحية، سواء في تالوين أو المناطق المجاورة مثل تازناخت.

برنامج حافل بالأنشطة والمحاضرات
يشمل برنامج المهرجان مجموعة من الأنشطة المتنوعة، بدءًا من محاضرات وورشات عمل متخصصة حول زراعة الزعفران والتحديات المناخية، وصولاً إلى أنشطة ثقافية وفنية ورياضية تهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي بين الزوار والسكان المحليين. كما يتم تخصيص جزء من المهرجان لعرض وتسويق المنتجات المحلية وتثمينها، وذلك بدعم من جهات رسمية ومحلية مثل عمالة إقليم تارودانت ومجلس جهة سوس ماسة.

الزعفران في السياسة الفلاحية المغربية
يحظى مهرجان الزعفران بتالوين بمكانة مهمة في السياسة الفلاحية للمغرب، ويعد من أبرز الملتقيات المخصصة لتطوير سلسلة إنتاج الزعفران، مما يعزز مكانته كحدث سنوي هام لدعم الزراعة المستدامة والتنمية المحلية. يجسد المهرجان اهتمام المغرب بالقطاع الزراعي وتطويره بما يضمن استدامته الاقتصادية والاجتماعية، ويشجع على تحسين معايير الإنتاج والاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية المتاحة.

يبقى مهرجان تالوين للزعفران أكثر من مجرد تظاهرة محلية، بل هو نموذج يعكس التزام المغرب بالزراعة المستدامة، ويمثل خطوة هامة في تعزيز مكانة الزعفران المغربي عالميًا، مع الحفاظ على البيئة وموارد المنطقة لصالح الأجيال المقبلة.

A.Boutbaoucht

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬247