علامات التشوير بين الإهمال والتفاعل… بلفاع تستجيب وسيدي بيبي تلتزم الصمت

لطالما كانت الصحافة مرآة تعكس الواقع وتثير قضايا المصلحة العامة، وهذا ما حدث قبل أسابيع عندما لفتنا انتباه القارئ إلى ظاهرة غريبة في مداخل عدد من الجماعات الترابية بإقليم اشتوكة آيت باها. فقد لاحظنا آنذاك أن علامات التشوير تعرضت للتشويه بالطلاء، مما يحوّلها من أداة توجيه وإرشاد إلى مصدر حيرة وتيه للوافدين.

هذه الظاهرة لم تكن مجرد إشكال جمالي، بل كانت إخلالًا واضحًا بدور هذه العلامات في تنظيم الحركة وتوفير المعلومة الضرورية للمسافرين والساكنة. إنها ببساطة تشويه لصورة الإقليم، الذي يُفترض أن تكون مداخله نموذجًا للترتيب والنظام.

لكن ما أثلج صدورنا هو التفاعل الإيجابي الذي أظهرته جماعة بلفاع. في خطوة تحسب لها، قامت الجماعة بتغيير علامة التشوير عند مدخلها، استجابة لما نشرناه. هذا التجاوب السريع يعكس وعيًا بأهمية الإعلام كمراقب ومحفز للتغيير، ويؤكد أن الإدارة المحلية الفعالة هي التي لا تتجاهل الملاحظات، بل تتخذها نقطة انطلاق لتحسين الأداء وخدمة الصالح العام.

على الجانب الآخر، يبدو أن جماعة سيدي بيبي ما زالت تفضل سياسة “الأذن الصماء”. فبالرغم من تسليط الضوء على نفس المشكلة في نطاقها الترابي، لم تسجل أي استجابة حتى الآن. هذا الموقف يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة التي تفضلها بعض الإدارات مع الصحافة، وهل تعتبر النقد البناء خصمًا لها بدلًا من اعتباره شريكًا في تحقيق التنمية المحلية.

إن ما تنشره الصحافة ليس سوى نابع من واجبها المهني وحرصها على إبراز الصورة الحقيقية للإقليم. فالتفاعل الفعال مع “السلطة الرابعة” ليس خصومة، بل هو رهان مشترك لخدمة المواطن والارتقاء بالمجتمع. نأمل أن تحذو باقي الجماعات حذو بلفاع، وتفتح قنوات التواصل مع الإعلام لضمان تحقيق الأفضل للإقليم وسكانه.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 30

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *