استمرار إغلاق أماكن الترفيه يشعر المغربي بالفراغ وضبابية المستقبل

بات العديد من الأشخاص يعانون من ضغوط نفسية في الأيام الأخيرة؛ نتيجة استمرار إغلاق أماكن وفضاءات الترفيه من المسارح وقاعات السينما والفضاءات العمومية والقاعات الرياضية وملاعب القرب بسبب الظرفية الصحية المرتبطة بفيروس كورونا، كما أنهم أصبحوا يشكون من نوبات القلق والتوتر فيما وصل الأمر عند آخرين إلى حد بالإصابة بمرض الاكتئاب نتيجة إحساسهم بالفراغ والضبابية في العودة إلى الحياة الطبيعية قبل حلول وباء كورونا.

الأستاذ الجامعي في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، يرى أن هناك بعض الأشخاص معرضون بأن يصابوا بالكآبة، معتبرا أن بنيتهم الشخصية لا تتحمل كل الضغوطات النفسية الخارجية.

وأضاف بنزاكور، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أنه إلى “جانب ضعف البنية الشخصية ينضاف عنصر الشعور بالخوف الذي يتولد عند وجود ضبابية عن المستقبل ويتم طرح تساؤلات كـ “متى سيقضى على الفيروس؟ هل سأصاب به؟ ” مشيرا إلى أن “هذا المعطى يُدخل الأشخاص في خانة عدم الاطمئنان”.

وأبرز الخبير في علم النفس الاجتماعي، أن الحرمان من ممارسة أنشطة ترفيهية للترويح عن النفس، كما حدث بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الوباء، جعل هذه الظرفية تشكل لدى العديد من المغاربة عامل ضغط آخر.

وحول الحلول والبدائل والأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الأفراد لتجاوز هذه الضغوط النفسية، قال المتحدث ذاته، إن “الحل ينطلق من تقبل الواقع (كوفيد- 19 موجود) وبأن العالم يعيش نفس الوضع، لأن بلوغ درجة من الوعي يساهم في توليد الارتياح النفسي”، مضيفا، أن ” التركيز على الإحساس بالتوتر وغياب متنفس بالإضافة إلى زيادة التخوف من الإصابة بالفيروس فإن الشخص لا يساعد نفسه وإنما يزيد في الشعور بالضغط النفسي”.

وواصل حديثه ضمن الحلول المقترحة، بالقول: “البحث عن الإمكانيات الذاتية ( المطالعة، الرسم، الرياضة..) للتأقلم مع الوضع الجديد”، مقترحا “ممارسة أفراد الأسرة أنشطة معينة فيما بينهم في الهواء الطلق مع تجنب الأماكن المزدحمة بالناس، ومشاهدة الأفلام.. إلخ”، ملفتا إلى أن كل “هذه الأشياء هدفها خلق جو من الفرح والتوازن النفسي والابتعاد عن الأفكار السلبية”.

ونصح الخبير نفسه، المغاربة بـ”الابتعاد عن تتبع الأخبار المرتبطة بالوضع الوبائي بالبلاد، لأنها تزيد من القلق والاضطراب”، يقول المتحدث عينه، كما أوصى في نفس السياق، بـ”نهج أسلوب الحوار والتواصل فيما بين أفراد الأسرة والإنصات إلى بعضهم البعض والتحاور فيما بينهم بالكلام الإيجابي للتخفيف من كل الضغوطات التي قد تفشي إلى الكآبة.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬205