في ظل حاجة ساكنة أيت ملول إلى تحسين الخدمات الصحية وتوفير بنية تحتية متطورة تستجيب للطلب المتزايد على الرعاية الطبية، يبرز مشروع المستشفى الإقليمي بأيت ملول كأحد أهم المبادرات التنموية في المنطقة. ورغم مرور سنوات على الإعلان عن هذا المشروع الهام، إلا أنه لا يزال يواجه عقبات تحول دون تنفيذه. هذا التأخير أثار تساؤلات عديدة، ما دفع عضو المجلس الجماعي، فوزي سيدي، إلى مطالبة رئيس المجلس بتقديم توضيحات كتابية حول مآل المشروع.
وفقًا للمراسلة التي وجهها السيد فوزي سيدي “والتي توصلت الجريدة بنسخة منها”، فإن المشروع كان مقرراً إنجازه على قطعة أرض تبلغ مساحتها 21 هكتاراً، في إطار اتفاقية شراكة بين جماعة أيت ملول وباقي الأطراف المعنية، بتكلفة إجمالية تقدر بـ 158.16 مليون درهم. ورغم توفر الإمكانيات المالية اللازمة لإنجاز المشروع، فإن مشاكل إدارية تتعلق بإجراءات استخراج الأرض من الملكية الغابوية، وتأخير في باقي المساطر الإدارية، تسببت في توقف المشروع.
هذا التوقف المفاجئ، والذي لم يكن متوقعاً في ظل التقدم الذي كان يُفترض أن يحرزه المشروع، أثار استياء العديد من الفاعلين المحليين، وأثار موجة من التساؤلات بين أعضاء المجلس الجماعي وسكان المدينة على حد سواء، واستغربوا من عدم إدراج المشروع في تصميم التهيئة الحضرية، رغم أهميته البالغة في تحسين الرعاية الصحية بالمنطقة.
وما يزيد من حدة التساؤلات هو ما يتم تداوله في الأوساط المحلية بخصوص وجود نوايا مبيتة لدى بعض الأطراف لتعطيل هذا المشروع الهام، وهو ما دفع فوزي سيدي إلى طلب توضيحات مكتوبة تشرح الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير، الذي وصفه بغير المفهوم. كما شدد على ضرورة تقديم هذه التوضيحات ليس فقط لأعضاء المجلس الجماعي، بل أيضاً للرأي العام المحلي الذي يترقب بفارغ الصبر تحقيق هذا المشروع.
في ضوء هذه المعطيات، يتساءل المتابعون عن مصير المستشفى الإقليمي: هل ستتمكن السلطات المحلية من تجاوز العقبات الإدارية والمضي قدماً في تنفيذ المشروع؟ أم أن هناك أطرافاً تسعى إلى عرقلة هذا الإنجاز الحيوي؟ وعلى الرغم من الجهود المبذولة من بعض أعضاء المجلس لتسريع الإجراءات، يبدو أن الساكنة لا تزال تنتظر إجابات شافية وخطوات ملموسة من المسؤولين.
يبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن المجلس الجماعي من تفادي العقبات وتقديم المستشفى الإقليمي كحل عملي لتحسين الخدمات الصحية بالمنطقة، أم ستظل التساؤلات بلا إجابة والمشروع رهين المماطلة؟