في ظل تصاعد الخلافات والانشقاقات داخل مكونات الأغلبية المسيرة للمجالس الجماعية التي يديرها حزب الأحرار، تحركت مؤخراً قيادات الحزب لرأب الصدع في أكادير. هذه الأزمة تطرح تساؤلات جدية حول أهلية المنسق الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، في تدبير شؤون الحزب محلياً، خصوصاً بعد عجزه عن حل النزاعات في دائرة أكادير إداوتنان.
أبرز هذه الخلافات ظهرت بعد أن فقد حزب الأحرار السيطرة على الجماعة الترابية أورير شمال أكادير لصالح حزب الاتحاد الاشتراكي. هذا الفقدان جاء بعد عجز المنسق الجهوي عن احتواء الانشقاقات في حينها، مما أدى إلى معاقبة بعض أعضاء الحزب وتفاقم الأزمة. هذا الفشل في احتواء الخلافات يمثل اختباراً أولاً خسره أشنكلي، ليتبعه اختبار آخر يتمثل في انشقاق آخر في جماعة تغازوت، حيث توقفت إحدى دورات المجلس لعدم توفر النصاب القانوني بسبب غضب عدد من نواب رئيس المجلس.
في محاولة لاحتواء الأزمة في تغازوت، جاءت قيادات مركزية من الحزب، رشيد الطالبي ومصطفى بايتاس، يوم الجمعة 19 يوليوز، للجلوس مع المعارضين داخل الأغلبية والاستماع لمطالبهم. ومع ذلك، فإن اللقاء الحزبي لم يسفر عن النتائج المرجوة بسبب مقاطعة خمسة من الأعضاء الغاضبين لأسباب غير معلنة، مما يعكس مدى تعقيد الأزمة.
الخلافات الداخلية بين أعضاء المجلس الجماعي لتغازوت تزايدت حدتها بعد اتهام رئيس الجماعة الترابية، محمد بوهريست، بسوء التسيير وارتكاب “اختلالات وخروقات”، ومحاولته إفراغ الهيئة التداولية والتقريرية للمجلس من مضمونها ومعناها. هذا الاتهام جاء في بيان أصدره الأعضاء المنقطعون عن الدورة الأخيرة للمجلس.
تاريخياً، كانت التنسيقية الجهوية لحزب الأحرار قوية ومتماسكة، ومنسجمة مع التنسيقيات الإقليمية، في وقت كان فيه التنافس قوياً بين الأحزاب الوطنية. كانت هذه التنسيقية قادرة على تشكيل تحالفات ناجحة، كما حدث في عهد المنسقين الجهويين السابقين مثل التجمعي بودلال وحميد البهجة. بالإضافة إلى ذلك، كانت التنسيقيات الإقليمية في عهد التجمعيين مثل بيجديكن والحافظي قوية ومنسجمة، مما أسهم في استقرار الحزب.
هذه الأزمة الراهنة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمنسق حكيم وقادر على معالجة القضايا قبل تفاقمها، لضمان استقرار الحزب واستمراريته في المنطقة. الحزب جهوياً يحتاج إلى قيادة قوية تستطيع إعادة توحيد الصفوف والتعامل بفعالية مع التحديات الداخلية لضمان بقاء الحزب قوياً ومؤثراً في المشهد السياسي المحلي.