هزت فاجعة إنسانية مؤلمة جماعة أكيدي بإقليم تارودانت، بعد أن لفظ طفل صغير أنفاسه الأخيرة إثر تعرضه للدغة أفعى سامة، وسط غياب تام لأبسط شروط التدخل الطبي السريع، مما يكشف مرة أخرى عن الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان العالم القروي في المغرب، وخاصة في المناطق الجبلية والنائية.
الطفل الضحية، الذي لم يتجاوز بعد سن الطفولة، تعرض للدغة أفعى سامة في محيط سكنه، ومع انعدام وجود مستوصف صحي مجهز أو نقطة طبية قريبة تتوفر على الأمصال المضادة، اضطر ذوو الطفل لنقله لمسافة طويلة وشاقة نحو مستشفى تارودانت الإقليمي، في رحلة محفوفة بالآلام والانتظار، إلا أن الأجل كان أسرع، ولفظ الطفل أنفاسه بقسم المستعجلات.
هذه الفاجعة المؤلمة فتحت جراحاً عميقة في نفوس الساكنة، وأعادت إلى الواجهة أسئلة ملحة حول غياب العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، واستمرار تهميش المناطق القروية التي تعاني في صمت، في ظل تجاهل الجهات المسؤولة لمطالبها المتكررة بتوفير مراكز صحية لائقة وتجهيزات طبية أساسية، على رأسها الأمصال المضادة لسموم الزواحف، التي تعرف انتشاراً كبيراً في فصل الصيف.
وفي هذا السياق، يطلق السكان نداء استغاثة عاجل إلى السيد عامل إقليم تارودانت، للتدخل العاجل والفوري من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل على توفير وحدات صحية مجهزة في جماعة أكيدي والجماعات المجاورة، مع ضرورة تخصيص مخزون دائم من الأمصال في المراكز الصحية القريبة، لتفادي تكرار مثل هذه المآسي التي تدمي القلوب.
كما تطالب فعاليات مدنية وحقوقية بفتح تحقيق شامل في ظروف هذه الوفاة المؤلمة، ومساءلة الجهات المسؤولة عن التقصير الفادح في حماية أرواح المواطنين، وخصوصاً الأطفال الذين يدفعون ثمن الإهمال واللامبالاة.
الساكنة لا تطلب المستحيل، بل تطالب بحق الحياة والكرامة، فهل من مجيب؟