“قيسارية إدا أوكنظيف”: مشروع تجاري يتحول إلى عبء.. و”إيكودار” يضيء المشهد الثقافي وسط الإهمال

في قلب جماعة إدا أوكنظيف بإقليم اشتوكة آيت باها، يتوسط هيكل إسمنتي ضخم المشهد المحلي، كان يُنتظر أن يتحول إلى فضاء تجاري نابض بالحياة، لكنه اليوم يقف كشاهد على مشروع متعثر وأحلام تنموية مؤجلة. القيسارية التي انطلقت أشغالها منذ حوالي عقد من الزمن، تحولت إلى مبنى مهجور، يثير المخاوف بشأن السلامة العامة ويطرح تساؤلات مشروعة حول مآلات المشروع والمسؤوليات المعلقة.

تقارير تدق ناقوس الخطر
تقرير خبرة حديث سلّط الضوء على ثلاث إشكالات رئيسية تهدد هذا الصرح غير المكتمل، وهي:

تشققات مقلقة: تشققات عميقة في الجدران والأساسات، ما يطرح علامات استفهام حول سلامة البنية التحتية وجودة الأشغال الأولية.

تسربات مياه الأمطار: المبنى يعاني من تسربات خطيرة، تجعل من كل موسم مطري اختباراً جديداً لصموده، وتزيد من تدهور مكوناته الإنشائية.

أشغال متوقفة: الجدران المكشوفة، الأرضيات غير المعبدة، والأسطح المهترئة… كلها مؤشرات على مشروع توقف قبل أن يبلغ منتصف الطريق، وترك خلفه أسئلة مفتوحة عن المسؤوليات، والحلول الممكنة.

ما كان يفترض أن يكون مركزاً حيوياً يسهم في تعزيز الحركية الاقتصادية وتوفير فضاءات للتجارة، تحوّل إلى ما يشبه ورشة متروكة في العراء، ما يشكل عبئاً بيئياً ويجعل السلامة العامة على المحك.

“إيكودار”: إشعاع ثقافي في زمن العجز التنموي
وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، تحتضن جماعة إدا أوكنظيف الدورة السابعة من مهرجان “إيكودار” الثقافي، وهو تظاهرة تحتفي بالتراث الأمازيغي وتستقطب المهتمين بالشأن الثقافي من مختلف جهات المملكة.
ينظم المهرجان وسط حماس شعبي، ويُنظر إليه كنافذة أمل تعكس إرادة سكان المنطقة في التمسك بهويتهم الثقافية، رغم تحديات البنية التحتية وضعف المشاريع الكبرى.

غير أن المفارقة هنا لافتة: جماعة تحتضن مهرجاناً بحجم “إيكودار”، لا تزال تتعثر في إخراج مشروع “قيسارية” إلى النور. هذا التناقض يسلط الضوء على ضرورة إعادة ترتيب الأولويات، وتوجيه جزء من الموارد والاهتمام نحو استكمال المشاريع المتوقفة التي ترتبط بشكل مباشر بمعيش الناس اليومي.

سؤال المستقبل
يتساءل المتابعون اليوم: هل تكون الدورة السابعة من “إيكودار” فرصة لإعادة تسليط الضوء على المشاريع المتعثرة بالجماعة، وفي مقدمتها “قيسارية إدا أوكنظيف”؟ وهل سيواكب التألق الثقافي إصلاحات تنموية حقيقية تمس واقع السكان؟

بين مشهد ثقافي واعد، وهيكل إسمنتي خاوٍ، تقف جماعة إدا أوكنظيف عند مفترق طرق. فإما أن تستثمر هذا الزخم الثقافي لإعادة الروح إلى مشاريعها المتوقفة، أو تستمر في التعايش مع المفارقة بين ما يُعرض للزوار، وما يُعانيه المواطنون.

إن الإنصات لصوت العقل والمصلحة العامة، كفيل بجعل من “القيسارية” منارة تجارية كما خُطط لها، لا مجرد تذكار إسمنتي لمشروع لم يكتمل.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 765

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *