شهد إقليم اشتوكة أيت باها مؤخرًا حراكًا تنمويًا ملحوظًا، خاصة بعد تعيين العامل الجديد الذي بادر منذ توليه مهامه إلى تفعيل آليات التواصل المباشر مع المنتخبين المحليين لتشخيص واقع التنمية وتحديد الأولويات. وتأتي هذه الدينامية استجابة لحاجيات المنطقة المتزايدة، لا سيما جماعة الصفاء التي تشهد كثافة سكانية عالية تفرض ضغطًا كبيرًا على البنيات التحتية والخدمات الأساسية.
استجابة سريعة لمطالب الساكنة: بئر المجزرة الجماعية نموذجًا
في خطوة تعكس سرعة الاستجابة وفعالية التدخل، أمر عامل الإقليم، عقب لقاء تواصلي مع منتخبي جماعة الصفاء يوم الجمعة الماضي 20 يونيو 2025، بالتعجيل في إنجاز ثقب مائي وبناء صهريج لتأمين تدفق المياه بالمجزرة الجماعية لوادي الصفاء. هذه المجزرة، التي تعد شريانًا حيويًا للسوق المركزي لبيوكرى الذي يخدم أهالي دواوير الصفاء، كانت قد أثارت انشغال فرق المعارضة بجماعة الصفاء، حيث دقت ناقوس الخطر مطالبةً بالتدخل السريع لحفر بئر وصهريج مائي، نظرًا لمساهمتها السنوية الكبيرة في ميزانية الجماعة، والتي تصل إلى 90 مليون درهم. وما هي إلا أيام قليلة حتى شوهدت أشغال حفر البئر تنطلق اليوم الأحد، استجابة فورية لتعليمات العامل، ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال في منتصف الشهر المقبل، مما سيضمن تجويد خدمات هذا المرفق العمومي الحيوي.
لقاءات تشخيصية لتحديد التحديات والفرص
لم تكن قضية المجزرة سوى جزء من أجندة اللقاء التواصلي الذي عقده عامل إقليم اشتوكة أيت باها مع أعضاء مجلس جماعة واد الصفاء. هدف هذا اللقاء إلى تشخيص الواقع التنموي للجماعة والوقوف على الخصاص الذي ما زالت تعرفه بعض الدواوير في الولوج إلى البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية. فجماعة الصفاء، بنسيجها السكاني الذي يتجاوز 83 ألف نسمة، تواجه ضغطًا متزايدًا على مختلف المرافق، سواء في مجال البنيات التحتية، الخدمات الأساسية، المرافق التعليمية والصحية، أو البنيات الرياضية والسوسيوثقافية.
خلال اللقاء، تم التذكير بالعديد من المشاريع التي تم إطلاقها لتحسين مؤشرات التنمية بهذه الجماعة ذات الاستقطاب السكاني المرتفع. كما شكل اللقاء فرصة للوقوف على الإكراهات العديدة التي تواجهها الجماعة، والتي تتصل أساسًا بتعزيز العرض الصحي والتعليمي ومواجهة التحديات المتزايدة في هذه القطاعات الاجتماعية الحيوية.
معالجة قضايا البيئة والتنقل: رؤية شاملة للتنمية
لم تقتصر أجندة العامل الجديد على الخدمات الأساسية، بل امتدت لتشمل قضايا حيوية أخرى، على رأسها إشكالية البيئة وتدبير النفايات. ويسعى العامل إلى حلحلة إشكالية التطهير السائل ومركز تجميع النفايات المنزلية وتدبير النفايات على مستوى الدواوير. إضافة إلى ذلك، يتم التركيز على تأهيل عدد من المحاور الطرقية التي تشهد حركة تنقل كبيرة، وذلك بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية للجماعة، وارتباطًا بدينامية الأنشطة الفلاحية وما ينجم عنها من تحديات.
تعكس هذه التحركات السريعة والفعالة لعامل إقليم اشتوكة أيت باها التزامًا جادًا بتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المنطقة، ووضع حلول ملموسة للمشاكل التي تواجه الساكنة.
A.Boutbaoucht