في مشهد رياضي وإنساني يعكس أسمى معاني التعايش والتآخي، احتضنت جماعة أيت عميرة مباراة كرة قدم استثنائية جمعت بين منتخبين يمثلان مهاجري غينيا ومهاجري السنغال. اللقاء الكروي، الذي أقيم وسط حضور جماهيري غفير من أبناء الجاليات الأفريقية جنوب الصحراء المقيمة بالمنطقة، بالإضافة إلى شخصيات أفريقية بارزة وفعاليات جمعوية محلية، تحول إلى احتفالية بالقيم المشتركة والانفتاح الثقافي.
لم تكن هذه المباراة مجرد حدث رياضي عابر، بل كانت تجسيدًا حيًا لروح التقارب والتعايش التي تتميز بها جماعة أيت عميرة. فقد أظهر اللاعبون والجماهير على حد سواء روحًا رياضية عالية، تحولت فيها المنافسة الشريفة إلى فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية والثقافية بين أبناء القارة السمراء، الذين اختاروا أيت عميرة موطنًا ثانيًا لهم.
الحضور اللافت لمهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، الذين شكلوا لوحة فسيفسائية رائعة من الألوان واللهجات، أكد على العمق الأفريقي لهذه الجماعة المغربية، التي أصبحت بفضل موقعها وديناميتها الاقتصادية، فضاءً حيويًا يحتضن الجميع بروح إنسانية عالية.
وقد سهرت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي على تأمين الفضاء الرياضي وضمان حفظ النظام العام، مما ساهم في مرور هذه التظاهرة في أجواء آمنة ومنظمة، خالية من أي منغصات، وهو ما يعكس التنسيق المحكم بين كافة الأطراف لضمان نجاح مثل هذه المبادرات الهادفة.
المباراة بين مهاجري غينيا والسنغال، والتي اختتمت بتعزيز أواصر الصداقة والأخوة، تبعث برسالة قوية مفادها أن الرياضة تتجاوز مجرد التنافس على الفوز والخسارة، لتصبح أداة فعالة للاندماج الاجتماعي، ومد جسور التواصل بين الثقافات، وتأكيد على أن أيت عميرة هي حقًا “عاصمة التعايش الأفريقي”. هذا الحدث يؤكد على أن التنوع الثقافي في المغرب، وخاصة في مناطق مثل أيت عميرة، يمثل قيمة مضافة حقيقية تدعم التنمية الشاملة وتعزز اللحمة الاجتماعية.