شهد إقليم شتوكة آيت باها اليوم الأحد 15 يونيو 2025 انطلاق حملة بيئية واسعة النطاق، بتعليمات مباشرة من العامل الجديد السيد محمد سالم الصبتي. هذه الحملة، التي استهدفت في مرحلتها الأولى محور طريق سبت آيت ميلك، تأتي في سياق دينامية جديدة تهدف إلى ربط التنمية بالعدالة البيئية والمجالية، وتعكس التزامًا حقيقيًا بتحسين جودة الحياة في الإقليم.
منذ توليه مهامه، قام عامل إقليم شتوكة آيت باها بجولات ميدانية مكثفة شملت مختلف الجماعات الترابية. خلال هذه الجولات، اطلع عن كثب على التحديات التي تواجه المواطنين، وكان تدهور الوضع البيئي وانتشار النفايات في صدارة هذه المشاكل. وعلى الفور، أصدر تعليمات واضحة لإطلاق حملات نظافة شاملة وتعبئة جميع الموارد لتحسين المحيط البيئي، مؤكدًا أن هذا يعد مدخلًا أساسيًا لتحقيق تنمية منصفة ومستدامة.
تعبئة جماعية من أجل بيئة نظيفة
حظيت الحملة البيئية الأخيرة بمشاركة واسعة من مختلف الفاعلين، أبرزهم جماعة وادي الصفاء، ومصالح الإنعاش الوطني، بالإضافة إلى عدد من الشركات المحلية ومكونات من المجتمع المدني. هذا الانخراط الجماعي يعكس وعيًا متناميًا بأن الحفاظ على نظافة المحيط مسؤولية مشتركة، كما يترجم الالتزام الفعلي للسلطات الإقليمية بتنفيذ التوجيهات الملكية المتعلقة بالتنمية المستدامة والعدالة الترابية.
إشادة شعبية وتوصيات لضمان الاستدامة
لقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا وإشادة كبيرين من السكان والفاعلين المحليين، الذين اعتبروها نقطة تحول في تدبير الشأن البيئي بالإقليم. إنها رسالة واضحة بأن التغيير ممكن متى توفرت الإرادة السياسية والقيادة الميدانية. ومع ذلك، تبقى التطلعات كبيرة، حيث يطالب المواطنون بتوسيع نطاق الحملة لتشمل جميع الجماعات، خاصة القروية والجبلية منها، التي غالبًا ما تُهمل في مثل هذه المبادرات.
نحو سياسة بيئية مندمجة: مقترحات عملية
لضمان استمرارية هذه الدينامية الإيجابية وتحويلها إلى سياسة بيئية شاملة، برزت مجموعة من المقترحات العملية:
إشراك المجتمع المدني في جميع مراحل العمل البيئي، من التخطيط إلى التقييم، وليس فقط في التنفيذ، لتعزيز الشفافية والفعالية.
اعتماد برامج نظافة دورية ودائمة بدلًا من الاقتصار على الحملات الموسمية، بهدف تأسيس منظومة بيئية متكاملة.
إطلاق حملات تحسيسية مكثفة موجهة لعموم الساكنة، لترسيخ ثقافة بيئية مسؤولة ترتكز على الفرز والتدوير.
تشديد الرقابة على الشركات والمؤسسات الاقتصادية لضمان التزامها بالمعايير البيئية ومنع أي ممارسات ضارة.
ربط الحق في بيئة سليمة بالحق في الصحة والعيش الكريم، خصوصًا في المناطق الهشة والمهمشة التي تتأثر بشكل مباشر بالتدهور البيئي.
بداية مرحلة جديدة في اشتوكة آيت باها
تعتبر هذه الحملة البيئية أكثر من مجرد حدث عابر؛ إنها تجسيد لانطلاقة جديدة يشهدها إقليم شتوكة آيت باها. هذه الانطلاقة تقوم على مبادئ الاقتراب من المواطن، والإنصات لهمومه، والانتقال من التشخيص إلى الفعل الملموس. بفضل توجيهات العامل الإقليمي وحرصه على المرافقة الميدانية، بدأت ملامح تغيير حقيقي تلوح في الأفق، عنوانه المسؤولية، الشفافية، والعدالة المجالية.
من خلال هذه المبادرة، يؤكد إقليم شتوكة آيت باها أن البيئة ليست ترفًا، بل حق أساسي وجزء لا يتجزأ من معادلة التنمية. ومع تضافر الجهود بين السلطات، والمجتمع المدني، والمواطنين، يمكن تحقيق نموذج تنموي محلي يحتذى به، يعيد الثقة إلى المواطن، ويجعل من الإقليم فضاءً يحتضن الحياة بكرامة ونظافة وأمل.
هل يمكن أن تكون هذه البداية من البيئة مدخلًا لبناء تنمية شاملة وعادلة في باقي القطاعات بالإقليم؟
A.Boutbaoucht