زيارة عامل إقليم اشتوكة آيت باها لجماعة أمي مقورن تكشف عن آفاق تنموية واعدة وتضع اليد على إكراهات مستعصية

في إطار زياراته الميدانية لمواكبة الدينامية التنموية على مستوى إقليم اشتوكة آيت باها، حلّ السيد محمد سالم الصبتي، عامل الإقليم، زوال أمس الخميس 12 يونيو 2025، بجماعة أمي مقورن، حيث عقد لقاءً تواصليًا هامًا مع رئيس المجلس الجماعي وأعضائه، إلى جانب عدد من الفاعلين المحليين وممثلي المصالح المعنية.

اللقاء شكل مناسبة للتنويه بالتراكم التنموي الذي شهدته الجماعة في السنوات الأخيرة، حيث أشاد السيد العامل بالجهود المبذولة في مجالات تأهيل البنيات التحتية، تعزيز العرض الصحي والتعليمي، وتطوير المرافق الاجتماعية، فضلًا عن الدينامية التي يعرفها النسيج الجمعوي المحلي.

غير أن اللقاء لم يخلُ من تسليط الضوء على عدد من الإكراهات التي لا تزال تؤرق ساكنة الجماعة، وعلى رأسها مشكل تأمين التزود بالماء الصالح للشرب لعدد من الدواوير، والحاجة إلى حماية الموارد الطبيعية والمجالية، خصوصًا الغابوية منها، إضافة إلى تحديات مرتبطة بالبناء والعقار.

وفي هذا السياق، دعا عامل الإقليم إلى ضرورة تثمين المؤهلات البيئية والطبيعية للجماعة عبر خلق أنشطة اقتصادية مدرة للدخل، واستثمار التراث المادي واللامادي في تنشيط القطاع السياحي المحلي، إلى جانب إحداث فضاءات اجتماعية تعزز التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، وتُعنى بالطفولة المبكرة.

من جهته، عبّر رئيس جماعة أمي مقورن، السيد العربي بوليد، في تصريح لجريدة “الرأي الآخر”، عن ارتياحه الكبير لهذه الزيارة، موضحًا أن المجلس قدم للسيد العامل حصيلة الإنجازات التي تحققت خلال الولاية الجارية، كما تم استعراض مختلف الإشكالات التي تعيق السير العادي للتنمية بالجماعة، خاصة ما يتعلق بالعقار، وإشكالات البناء، والمحافظة العقارية، ورخص الإصلاح والترميم للمباني الطينية، بالإضافة إلى حالات اجتماعية لعائلات عديدة تسكن بشكل جماعي في منازل ضيقة، وتطالب بتمكينها من رخص للبناء فوق أراضٍ موروثة لا تتوفر على وثائق رسمية.

وأكد بوليد أن السيد العامل أبدى تفهّمه الكبير لهذه الإشكالات، ووعد بدراستها في أقرب الآجال، والعمل على إيجاد حلول عملية وعادلة، مضيفًا أن اجتماعات تقنية ستُعقد مستقبلًا لتدارس تفاصيل هذه الملفات، في أفق تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية المفتوحة أو المبرمجة.

وفي السياق ذاته، عبّر عدد من سكان جماعة أمي مقورن عن ارتياحهم لهذه الزيارة، معتبرين أنها تحمل بوادر أمل جديدة، خاصة بعد ما وصفوه بـ”البلوكاج” الذي عانت منه الجماعة خلال مراحل سابقة، مطالبين السيد العامل بمواصلة دعم رئيس المجلس الجماعي حتى يتمكن من استكمال المشاريع التنموية وتحقيق مزيد من الإنجازات لفائدة الساكنة.

وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج تواصلي شامل يشرف عليه عامل الإقليم، يهدف إلى تتبع تنفيذ المشاريع التنموية، وتشخيص الإكراهات الميدانية، وتعزيز التنسيق مع مختلف الفاعلين، في أفق اعتماد مقاربة تشاركية ترتكز على الاستماع والقرب، لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة بمختلف جماعات الإقليم.

A.Boutbaoucht

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬343

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *