دوار أكرار بجماعة ماسة.. خمسة أعوام من الانتظار وحق التعليم ما يزال معلقا

يعيش تلاميذ دوار اكرار، التابع لجماعة ماسة بإقليم اشتوكة آيت باها، واقعًا تعليميًا مزريًا ومقلقًا للغاية، فمنذ أكثر من خمس سنوات، ينتظر أهالي الدوار بفارغ الصبر إصلاح أو بناء مدرسة جديدة، في ظل وعود متكررة لم ترَ النور بعد. هذه المعاناة تتناقض بشكل صارخ مع التوجهات الملكية نحو “المدرسة الرائدة” التي تهدف إلى تجويد التعليم وتقريبه من المتعلمين.

كان دوار اكرار يتوفر على مدرسة، لكنها أغلقت أبوابها بعد أن أصبحت آيلة للسقوط وتشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة التلاميذ. ورغم برمجة إصلاحها، إلا أن هذا المشروع لم يتحقق على أرض الواقع إلى يومنا هذا.

وازداد الوضع تعقيدًا مع المطالب الملحة للساكنة بتقريب المدرسة من الدوار، حيث تقع المدرسة القديمة في مكان بعيد وخطير على التلاميذ. وقد استجابت المديرية لهذه المطالب، وطلبت توفير عقار للبناء. وبالفعل، قامت الجمعية المحلية بتوفير قطعة أرض مناسبة وسط الدوار، لكن المثير للقلق هو أنه لم يتم إرسال أي لجنة لدراسة وتقييم والموافقة على هذا العقار حتى الآن، رغم مرور وقت طويل على هذه الخطوة.

نتج عن هذا التأخير والإهمال وضع تعليمي كارثي، حيث يدرس تلاميذ المستويات من التحضيري إلى القسم الثالث في مقر الجمعية، ويقوم بتدريسهم أستاذ واحد فقط، مما يلقي بظلاله على جودة التعليم وتلقي هؤلاء الأطفال لأبسط حقوقهم. أما تلاميذ المستويات من الرابع إلى السادس، فهم مجبرون على التنقل يوميًا إلى مدرسة أفنتار بالدوار المجاور، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على الأطفال وأسرهم.

هذه الوضعية الصعبة تتطلب تدخلًا عاجلاً وفوريًا من كافة المسؤولين، وعلى رأسهم عامل الإقليم المعين حذيتا. إن حرمان أطفال دوار اكرار من حقهم في تعليم لائق ومناسب هو إهدار للطاقات وتكريس للفوارق الاجتماعية. فهل ستظل المدرسة الرائدة مجرد شعار، بينما يبقى أطفال دوار اكرار يدفعون ثمن الإهمال والوعود الكاذبة؟ آن الأوان لوضع حد لهذه المعاناة وتمكين أطفال الدوار من مستقبل تعليمي أفضل.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬340

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *