خلال زيارتي الأخيرة لمدينتي الأم الدار البيضاء، انتابتني رغبة في توسيع نطاق الرحلة نحو جهة أخرى من الوطن، فاخترت أن تكون محطتي التالية إقليم اليوسفية. لم تكن هذه الزيارة عادية، بل كانت مدفوعة برغبة صادقة في الوقوف على حقيقة ما يُتداول عن العامل السابق للإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، الذي يشغل حاليًا منصب عامل إقليم اشتوكة آيت باها.
ما إن وطئت قدماي تراب اليوسفية حتى بدأت في سؤال عدد من المواطنين، ممن التقيت بهم عشوائيًا، عن انطباعاتهم حول فترة تولي السيد الصبتي مسؤولية تسيير شؤون الإقليم. والحق يُقال، فوجئت بكمّ المحبة والتقدير اللذين يكنّهما سكان المنطقة لهذا الرجل. لم تكن إجاباتهم سطحية أو مجاملة عابرة، بل كانت نابعة من إحساس حقيقي بصدق الرجل وجديته في العمل، حتى أن البعض لم يُخفِ أسفه العميق على مغادرته اليوسفية، معتبرين أن رحيله خسارة كبيرة للإقليم.
العديد من المتحدثين استحضروا إنجازات ملموسة تحققت في عهده، سواء من حيث تبسيط الإجراءات الإدارية، أو الدفع بعدد من المشاريع التنموية، أو حتى من خلال حضوره الفعلي والدائم بين المواطنين في مختلف المناسبات. لقد خلّف السيد الصبتي، حسب شهادات أهل اليوسفية، بصمة قوية أساسها النزاهة والقرب من هموم الساكنة.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من المتحدثين عن أملهم الكبير في أن يسير العامل الجديد، السيد عبد المومن طالب، على نهج سلفه، ويواصل دينامية العمل الميداني، والتواصل المباشر مع السكان، والعمل على استكمال المشاريع المفتوحة، وإطلاق مبادرات تنموية جديدة تستجيب لتطلعات الساكنة.
إن تجربة اليوسفية تعيد إلى الأذهان أهمية المسؤول المحلي في إحداث التغيير، ليس فقط عبر القرارات، بل أيضاً من خلال أسلوب التسيير وروح المسؤولية. فحين يكون المسؤول قريباً من المواطن، نزيهاً في قراراته، واضحاً في رؤيته، فإنه يترك أثراً طيباً يدوم طويلاً حتى بعد مغادرته.
A.Boutbaoucht