فرقاطة “محمد السادس”ترفع راية التعاون البحري: اندماج مغربي فرنسي في قلب “كليمنصو 25”

في مشهد يعكس عمق الشراكة البحرية بين المغرب وفرنسا، رسخت الفرقاطة المغربية المتطورة “محمد السادس” حضورها المتميز في قلب العمليات البحرية التي قادتها المجموعة الجو-بحرية الفرنسية، المتمركزة حول حاملة الطائرات “شارل دوغول”. هذا الاندماج العملياتي، الذي جرى في مياه جنوب شرق مضيق ميسينا بين السابع عشر والثاني والعشرين من أبريل، يأتي ضمن مهمة “كليمنصو 25″، ليؤكد على مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

لم تكن مشاركة “محمد السادس” مجرد حضور عابر، بل كانت شهادة على جاهزية البحرية الملكية المغربية وقدرتها على الاندماج بكفاءة في سيناريوهات بحرية معقدة. فمن خلال صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أوضحت القوات المسلحة الملكية أن هذه العملية تأتي في سياق التعاون العسكري الثنائي، وتهدف إلى صقل القدرات البحرية من خلال محاكاة أزمات متنوعة، تشمل الحرب المضادة للغواصات، ومواجهة التهديدات الجوية والبحرية.

تميزت الفرقاطة المغربية بمستوى عالٍ من التنسيق والاندماج العملياتي، حيث نفذت بنجاح سلسلة من المناورات التكتيكية تحت القيادة الفرنسية. شملت هذه المناورات تدريبات على الرماية والدفاع الجوي، وعمليات التفتيش والاعتراض البحري، وتدريبات على التصدي للأهداف السطحية. هذه العمليات المشتركة لم تكن مجرد تمارين روتينية، بل كانت تجسيداً حياً للتكامل العملياتي بين البحرية الملكية ونظيرتها الفرنسية، في إطار الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والسلامة البحرية في المنطقة.

إنجاز آخر يضاف إلى سجل “محمد السادس” هو نجاحها في عملية التزود بالوقود من سفينة الدعم اللوجيستي “جاك شوفالييه”. هذا الإنجاز يعزز بشكل كبير قدرة الفرقاطة على الاستمرار في العمليات البحرية لفترات طويلة دون الحاجة إلى التوقف في الموانئ، مما يرفع من مستوى جاهزيتها العملياتية.

باختصار، مشاركة “محمد السادس” في “كليمنصو 25” لم تكن مجرد مناورة عسكرية، بل كانت رسالة واضحة عن قوة الشراكة البحرية المغربية الفرنسية، وقدرة البحرية الملكية على الاندماج بكفاءة في العمليات البحرية المعقدة، والمساهمة الفعالة في تحقيق الأمن والسلامة في المنطقة.

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬310

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *