تعيش الساحة السياسية المحلية في أيت ملول توترًا متزايدًا داخل صفوف حزب الاستقلال، حيث تصاعدت الخلافات الداخلية لتطفو على السطح، وسط جدل حول التحالفات السياسية في مجموعة الجماعات “التضامن السوسية” وطريقة تدبير الشأن المحلي. عضو المجلس الجماعي، عادل المرابط، عبر عن وجهة نظره في تدوينة مطولة، تناول فيه هذه القضايا وسلط الضوء على ما يعتبره تحديات تواجه الحزب محليًا.
تماسك ظاهري وخلافات داخلية
أكد المرابط على تماسك فريق حزب الاستقلال في المجلس الجماعي بأيت ملول، مشيدًا بجهود الفريق في التسيير وتنفيذ المشاريع بالتعاون مع الحلفاء على المستويين الوطني والمحلي. لكنه في المقابل، لم يتوانَ عن الإشارة إلى وجود انقسامات داخلية، مع اتهام بعض الأعضاء بالسعي لتحقيق أهداف شخصية على حساب مصلحة الحزب.
الالتزام بالتحالفات أم تنازع المواقع؟
أبرز المرابط التزام الحزب بتوجيهات قيادته الوطنية، والتي تقضي بالتحالف مع التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة. وأشار إلى أن هذه التوجيهات انعكست على مستوى مجموعة الجماعات، حيث تمثّل الحزب بمستشارة تشغل منصب نائبة الرئيسة من حزب الأحرار.
غير أن المرابط انتقد بشدة رفض بعض الأعضاء لمقترح تقاسم المناصب الذي كان يقضي بمنح الرئاسة للتجمع الوطني للأحرار، مع توزيع مناصب النيابة بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. واعتبر هذا الرفض مؤشرًا على وجود نزعات شخصية لا تخدم وحدة الحزب.
اتهامات بالتصرفات الفردية ومحاولات التشتيت
لم تخلُ التدوينة من اتهامات صريحة لبعض الأطراف داخل الحزب بالسعي إلى تشتيت الصفوف لتحقيق مصالح خاصة. واتهم المرابط هؤلاء الأعضاء بالتنسيق مع أحزاب المعارضة في محاولة لتقويض التحالفات القائمة، وهو ما اعتبره انحرافًا عن المسار الحزبي. كما أشار إلى وجود محاولات لإقصاء الكفاءات النسائية داخل الحزب، مستشهدًا بتهميش المستشارة “بوشبوك” في القرارات الأخيرة.
انتقاد تهميش أيت ملول
انتقد المرابط ما وصفه بتهميش مدينة أيت ملول في تدبير شؤون مجموعة الجماعات، رغم احتضانها لمقر المجموعة ومرافق حيوية مثل المقبرة البيجماعتية. واعتبر أن إدارة شؤون المدينة من خارج الإقليم يمثل إجحافًا بحق الساكنة، مطالبًا بمزيد من الإنصاف في القرارات.
التحذير من “الهواة” والدعوة للحوار الداخلي
في ختام منشوره، حمل المرابط المسؤولية لما وصفهم بـ”الهواة” الذين يديرون الأمور داخل الحزب، مشددًا على أهمية الحوار الداخلي لمعالجة الخلافات. لكنه لوح بإمكانية التوجه إلى الرأي العام إذا استمرت التصرفات التي يرى أنها تعرقل وحدة الحزب وتضعف موقعه في الساحة السياسية.
تكشف هذه التصريحات عن أزمة ثقة داخل حزب الاستقلال في أيت ملول، حيث تتقاطع النزاعات الشخصية مع التحديات التنظيمية. وبينما يسعى الحزب للحفاظ على تماسكه الداخلي وتنفيذ برامجه التنموية بالتنسيق مع الحلفاء، يبدو أن الخلافات الداخلية والتوترات حول التحالفات قد تؤثر على أدائه ومصداقيته أمام الساكنة. فهل ينجح الحزب في تجاوز هذه الأزمة، أم أن الانقسامات ستلقي بظلالها على مستقبله في أيت ملول؟