هل ينجح الوالي أمزازي في تحقيق التوازن التنموي بسوس ماسة؟

منذ تعيين السيد سعيد أمزازي واليا على جهة سوس ماسة في أكتوبر 2023، أظهرت الجهة تحولًا تنمويًا لافتًا، مدفوعًا برؤية متكاملة يمزج فيها الوالي بين خبرته الأكاديمية ومهاراته الإدارية. لقد أعاد أمزازي صياغة البوصلة التنموية للجهة، مركزًا على التوازن بين التوسع الحضري المزدهر واحتياجات المناطق القروية والتحديات البيئية.

أكادير.. تحضر متجدد ونهوض بالبنية التحتية
لطالما كان برنامج “أكادير للتنمية الحضرية” المحور الأساسي للعمل في عهد الوالي أمزازي. فقد شهدت المدينة تجديدًا شاملًا لبنيتها التحتية، من تجديد كورنيش أكادير الساحر إلى تحديث شامل للشبكات الطرقية وتحسين الإنارة العمومية. الأهم من ذلك، تمكن الوالي من فك طلاسم المشاريع المتعثرة عبر لجان تتبع صارمة، ما أعاد الثقة بالمبادرات العمومية وألهم دينامية جديدة في الإنجاز.

سوس ماسة.. نحو استدامة بيئية ومائية
في مواجهة تحديات شح المياه، قاد الوالي أمزازي جهودًا مكثفة لتفعيل مشاريع تحلية المياه وترشيد استهلاكها، خاصة في سهل سوس الذي يعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي الوطني. ولم يتوقف الطموح عند هذا الحد، بل شمل إدماج الطاقات المتجددة في صلب التخطيط التنموي للجهة، لتصبح سوس ماسة نموذجًا يحتذى به في التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الطاقي المحلي.

التعليم.. محرك التنمية البشرية
لم يغفل الوالي أمزازي، بحكم خلفيته الأكاديمية الطويلة كوزير سابق للتربية الوطنية والتعليم العالي، أهمية التعليم العالي والتكوين المهني كرافعة للتنمية. فقد شهدت الجهة توسعًا ملحوظًا في العرض الجامعي وبرامج تأهيل الشباب لسوق الشغل، ما يعزز قدرة الجهة على خلق كفاءات محلية قادرة على قيادة التغيير والابتكار.

تنمية شاملة.. لا تُغفل الهامش
على الرغم من التركيز على المدن الكبرى، إلا أن الرؤية التنموية للوالي لم تنسَ المناطق القروية والمهمشة. فقد شهدت هذه المناطق دعمًا قويًا من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والعمل على رقمنة الخدمات الإدارية للحد من الفجوة المجالية. وشمل هذا التوجه مناطق مثل بلفاع وسيدي بيبي، التي طالما عانت التهميش.

اقتصاد متنوع.. وآفاق استثمارية جديدة
بفضل سياسة الانفتاح على الاستثمار المحلي، بدأت مؤشرات تنوع الاقتصاد تبرز في سوس ماسة. فقد شهدت الجهة دعمًا متزايدًا للسياحة البيئية والصناعة التقليدية والمقاولات الناشئة، مع تعزيز القطاعات التقليدية كالفلاحة والصيد البحري بأساليب أكثر استدامة.

إدارة منفتحة.. مشاركة وديمقراطية
يُعد الأسلوب الإداري المنفتح للسيد أمزازي سمة مميزة لقيادته. فقد حرص الوالي على إشراك المنتخبين والمجتمع المدني في صياغة المشاريع، ما خلق دينامية ديمقراطية في التسيير الترابي. هذا النهج أسس لمفهوم جديد للجهة كفاعل تنموي مستقل وفعال، قادر على الإنصات والتفاعل مع كافة مكونات المجتمع.

 يمثل تعيين السيد سعيد أمزازي على رأس ولاية جهة سوس ماسة محطة مفصلية في مسار الجهة التنموي. لقد أظهر الوالي قدرة فائقة على تحويل التحديات إلى فرص، ووضع الجهة على مسار نمو متوازن وشامل، يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، ويجعل من سوس ماسة قطبًا اقتصاديًا وثقافيًا وبيئيًا فاعلًا في النسيج الوطني.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬022

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *