عبدالإله الوزاني التهامي
لما يقول الباحثون والمؤرخون وعامة المثقفين، أن التاريخ مدرسة الأجيال، إنما يدلون بذلك فضلا عن أهمية “التأريخ”، على أنه مادة حية شاهدة على فترة زمنية محددة في زمانها وجغرافيتها ،وبصمات الإنسان فيها. وبذلك يشيرون بشكل أو بآخر إلى أن الحاضر كان مستقبلا في زمن سبقه، وكذلك الماضي كان حاضرا في لحظته.
عندما نسوق حدثا معينا جرى يوما ما، إنما نكون بذلك نشير إلى حاضر كان سائدا، وفعل فيه الإنسان فعلا ظل راسخا في حاضر الناس ومستقبلهم، بما يشبه جذور وفروع شجرة الزيتون التي تعمِّر طويلا، ونور زيتها يكاد يضيئ ولو لم تمسَسْه نار. كذلك هو التاريخ في تجذُّره وفي تمدُّده.
تسليم وسام الاستحقاق التكريمي خلال أسبوع ثقافي للجمعية الوطنية للتراث والتنمية
في هذا الاتجاه، نعرف ،بشكل مقتضب ،بجزيرة بصم تاريخها إنسان لا يزال يتمدّد نسله بيننا إلى الآن، كما لا تزال جغرافية هذه الجزيرة شامخة متجذرة شاهدة على ماضي الإنسان وحاضره.
هي إحدى جزر الكناري، الواقعة بالمحيط الأطلسي، المسماة في الخرائط العربية ب”الخالدات”. وقد عرفت جزيرة غمارة بهجرة أهالي قبيلة غمارة الكبرى المعروفة شمال المغرب ،حيث أقاموا فوق الجزيرة حضارة وحكومة مستقلة .
ولحد الساعة، يوجد بالجزيرة سكان يحملون أسماء عربية محرَّفة نسبيا. وفي سياق هجرات/فتوحات الغماريين، يجدر الذكر أنهم تمركزوا بالجزائر الشقيقة أيضا، وتقلدوا في حكمها مناصب عليا ، كما لن تمحى بصماتهم على الأندلس منذ فتحها الأول على يد طارق بن زياد وموسى ابن نصير ، بما كان لهم من وزن في تلك الرحلة الشاقة، فتحا واستقرارا وتمكينا.
—
تنبيه : توجد مثل هذه المعلومات وأخرى أكثر تفصيلا ، في مؤلفات مغربية وإسبانية في خزانة المؤرخ البحاثة محمد ابن عزوز حكيم. وللتاريخ أشهد أن المرحوم حدثني غير ما مرة عن مثل هذه المعلومات القيمة.
جزيرة غمارة (La gomera) إحدى جزر الكاناري بالمحيط الأطلسي
