الرأي24
شرعت شعبة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بخريبكة في النظر في أحد أقدم ملفات تزوير محاضر حوادث السير الوهمية بالمنطقة، والذي يتابع فيه 14 شخصا؛ من ضمنهم موظف كبير بعمالة إقليم برشيد، ودركيان اثنان ساعدا أفراد الشبكة في الحصول على مبالغ مالية مهمة من شركات التأمين، بناء على محاضر مزورة لحوادث سير وهمية، من ضمنهما القائد الأسبق للمركز الترابي للدرك الملكي بوادي زم الذي يوجد حاليا في حالة فرار.
السلطات الأمنية شرعت في التحقيق في هذا الملف المثير للجدل، الذي تضمنت محاضره إثارة أسماء مجموعة من الأشخاص؛ من ضمنهم محام، منذ سنة 2013، بناء على شكاية تقدم بها ضابط في الجيش المغربي إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في مدينة خريبكة للتحقيق في ملف لحوادث وهمية يتم تحريرها باسمه واسم أفراد من عائلته، ويستخلص مبالغها محام تربطه علاقة قرابة بالمتابع الرئيسي في هذا الملف.
وكشفت المعطيات الموثقة، حسب مصادر صحفية، أن أولى حوادث السير الوهمية التي اكتشفها ضابط برتبة عقيد بالجيش المغربي، الذي ظل مرابطا بالصحراء المغربية لمدة 28 سنة قبل استفادته من التقاعد، يعود تاريخها إلى سنة 2001 والثانية في سنة 2003، والتي تم تحرير محاضر بشأنها من طرف الدرك الملكي لمدينة وادي زم، حيث تضمنت أقوالا مزورة باسم المشتكي بالرغم من وجوده حينها في الصحراء المغربية.
وقال مصطفى سقراط، عقيد (كولونيل) متقاعد بالقوات المسلحة الملكية: “اكتشفت هذه التلاعبات في ملف حوادث السير الوهمية، بعد أن تلقيت مراسلة من شركة التأمينات تخبرني فيها بأنني كنت ضحية حادثة سير وأنني مستخدم، بالرغم من أنني ضابط في صفوف القوات المسلحة الملكية برتبة رائد آنذاك. كما أنني لم أرتكب أي حادثة سير، وهو ما شكل لي صدمة حينها”.
وأوضح سقراط، في تصريح لاحد المواقع الالكترونية، انه بمجرد توصله بالرسالة من شركة التأمين سنة 2013، سارع إلى الاتصال بالمحامي الأستاذ عبد اللطيف فريد، وقام حينها بالتحري في الأمر حيث اكتشف أن سيارة أونو التي كانت في ملكية سقراط حينها كانت موضوع حادثة سير وهمية أخرى، جرت في 12 أكتوبر 2001..
وأضاف العقيد المتقاعد ان الأدهى من ذلك هو “أنني تفاجأت بأن المحضر الخاص بالحادثة يشير إلى أن الشخص الذي كان يتولى سياقة السيارة يوم الحادث المزعوم هو أبي رحمه الله المسمى قيد حياته سقراط بنداود، والذي توفي بالضبط يوم 29 شتنبر 2001، أي قبل تاريخ الحادثة الوهمية بأزيد من أسبوعين كفارق بين الوفاة والحادثة المزعومة؛ وهو ما دفعني إلى التقدم بشكاية في الموضوع سنة 2013، بعد أن اكتشفت أن هذا الأمر مريب”.