في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان قيمة الجيرة وروابط التضامن التي باتت شبه منعدمة اليوم، اهتز دوار البرج حمدان بجماعة سيدي بيبي، إقليم اشتوكة آيت باها، على وقع العثور على هيكل عظمي داخل منزل مهجور، تبيّن أنه يعود لسيدة كانت موضوع اختفاء منذ سنوات.
الحادث المأساوي كشف عنه بالصدفة. وقد جرى نقل الرفات إلى مستودع الأموات قصد إخضاعه للتحاليل المخبرية اللازمة للتأكد من الهوية بشكل رسمي.
وحسب المعطيات الأولية، فإن السيدة كانت موضوع بلاغ اختفاء منذ سبع سنوات تقريباً، دون أن تتوصل عائلتها بأي خبر عنها طوال هذه المدة، لتأتي الصدمة اليوم بإيجادها جثة متحللة داخل منزل لم ينتبه إليه أحد طوال السنوات الماضية.
القضية لا تطرح فقط أسئلة قانونية وأمنية، بل تسائل أيضاً المجتمع المحلي الذي تغيّرت ملامحه، حيث ضعفت العلاقات الطيبة بين الجيران، وغابت تلك الروابط الإنسانية التي كانت تجعل الناس يسألون عن بعضهم البعض ويهتمون بغياب أحد أفراد الحي.
الساكنة عبّرت عن صدمتها من الحادث، مؤكدة أن ما وقع جرس إنذار يدعو الجميع لإعادة التفكير في معنى الجيرة، والتضامن الإنساني، وأهمية التبليغ عن كل ما يثير الريبة أو يهدد حياة الآخرين.
التحقيقات لا تزال جارية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار الكشف عن جميع الملابسات التي أحاطت باختفاء هذه السيدة المأساوي، وظروف وفاتها التي تُركت لغزاً لسنوات داخل جدران بيت مهجور.
