بيوگرى.. حين تتحول نافذة تصحيح الإمضاءات إلى “نافذة إذلال” للمواطنين

تتكرر المشاهد يومًا بعد يوم في الجماعة الترابية لبيوگرى، حيث تتحول أبسط الخدمات الإدارية إلى محنة حقيقية للمواطنين. ففي مرفق تصحيح الإمضاءات، لا يزال مشهد الطوابير الطويلة والممر الخانق هو سيد الموقف، بينما يصرّ المسؤولون على تجاهل معاناة الساكنة.

تُختزل كرامة المواطن في نافذة ضيقة، كأنها “نافذة الإذلال”، حيث يقضي الناس ساعات طويلة من الانتظار في ظروف لا تليق بإنسان. والأكثر إثارة للاستياء هو وجود قاعة واسعة ومجهزة بالكامل كان من الممكن أن تُستغل لتوفير خدمة لائقة، إلا أن قرارًا متعمدًا من المجلس المسير أبقاها مغلقة، وكأنه يصرّ على تكريس الإهمال واللامبالاة.

هذا المشهد ليس مجرد سوء تدبير، بل هو رسالة واضحة من المسؤولين إلى المواطنين: “معاناتكم ليست أولوية”. إن تجاهل هذا الواقع المؤلم ورفض أي نقد بنّاء هو دليل على عدم تحمل المسؤولية، وهو ما يطرح سؤالًا حقيقيًا عن الهدف من هذه الممارسات. هل هو خدمة المواطن، أم تعميق أزمته وتكريس سياسة الإذلال؟

لا يمكن للواقع أن يبقى على حاله، فالتاريخ يذكرنا بأن دوام الحال من المحال. سيأتي يوم يجد فيه هؤلاء المسؤولون أنفسهم في الموقف نفسه، يقفون أمام النافذة الضيقة كأي مواطن بسيط، وحينها فقط سيدركون معنى الإهمال الذي زرعوه بأيديهم.

إن واجبنا كصحفيين هو أن نظل صوتًا للمهمشين، وأن نكشف عن كل التجاوزات التي تمس كرامة المواطن. فكرامة الساكنة ليست مسألة قابلة للمساومة، ولن يثنينا شيء عن قول الحقيقة، مهما كانت صعبة. صبراً جميلاً لأهالي بيوگرى، وتحية لكل من يدافع عن حقه في العيش بكرامة.

 

 

imane ayad

الأخبار ذات الصلة

1 من 38

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *