شهدت دورة المجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها، اليوم الخميس 18 شتنبر 2025، نقاشًا حادًا ألقى الضوء على قضية لم تعد تحتمل الصمت: أزمة التعليم في الإقليم. فمع كل دخول مدرسي جديد، تتجدد معاناة الآباء والأمهات، وتتفاقم التحديات التي تواجه مستقبل أبنائهم.
من قلب المعارضة، رفع السيد لحسن تكزيرت الصوت عاليًا ليصف الوضع التعليمي في الإقليم بـ”الاختلالات العميقة”. لم تكن كلماته مجرد انتقادات سياسية، بل كانت صرخة تعكس واقعًا مريرًا يعيشه التلاميذ في العديد من الجماعات، خاصة السهلية منها. فالأقسام المكتظة ونقص البنية التحتية أصبحا مشهدًا مألوفًا، في حين يظل النقل المدرسي شوكة في خاصرة الأسر.
لا يمكننا أن نتجاهل الأرقام الصارخة التي قدمها السيد تكزيرت. ففي جماعة إنشادن وحدها، تعجز جمعية البويبات عن تلبية طلبات 750 تلميذًا على النقل المدرسي، ما أجبرها على إيقاف التسجيل والاكتفاء بقائمة انتظار طويلة. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو دليل على أن الجمعيات المحلية أصبحت تتحمل عبئًا يفوق قدراتها بكثير، في ظل غياب الدعم المؤسساتي الكافي.
الأزمة لا تتوقف عند النقل، بل تمتد لتطال المؤسسات التعليمية نفسها. فثانويتا جابر بن حيان والأمويين تئنّان تحت وطأة الاكتظاظ، بينما تظل مشاريع بناء ثانويتين جديدتين مجرد حبر على ورق، بانتظار توفير الوعاء العقاري. وبالمثل، تعاني مدرسة عبد الله بن الزبير الابتدائية من نفس المشكلة، في وقت تأخر فيه مشروع بناء فرعية جديدة في قصبة الجراد، ما يزيد من محنة الطلاب وأسرهم.
ليست المشكلة في نقص المشاريع، بل في بطء تنفيذها. ودعوة المعارضة كانت واضحة وصريحة: مستقبل أبنائنا لا يمكن أن يبقى رهينًا بالانتظار. وعليه، دعا فريق المعارضة إلى:
تسريع إخراج المشاريع المبرمجة إلى حيز الوجود.
تعبئة العقار اللازم بالتنسيق مع الأملاك المخزنية.
تعزيز أسطول النقل المدرسي بشكل عاجل، خاصة للجمعيات التي تخدم مناطق البيبات وقصبة الجراد.
إشراك المجالس المنتخبة في صياغة الحلول ومتابعة تنفيذها.
إنها دعوة للمسؤولية المشتركة، بعيدًا عن أي مزايدات سياسية. ففي النهاية، تحسين شروط التمدرس هو استثمار في مستقبل الإقليم نفسه. واليوم، يبدو أن هذا المستقبل لا يحتمل مزيدًا من التأجيل.
A.Bout
“فشل إداري” أم “غياب إرادة”؟.. أزمة التعليم باشتوكة تضع المجلس الإقليمي تحت المجهر
