إنشادن في أزمة.. ومسؤولوها يطلبون البركة في المواسم

بينما تعيش جماعة إنشادن وضعية تُرثى لها، وتنتظر الساكنة حلولاً واقعية لأزماتها اليومية، فضّل رئيس الجماعة شد الرحال إلى موسم دوكادير للطائفة الدرقاوية، باحثًا –ربما– عن بركة السماء لتعويض ما غاب من بركة الأرض.

الغريب أن “المعارضة” لم تكن غائبة هي الأخرى؛ إذ حضر أحد أعضائها بدوره الموسم، وكأن الصراع السياسي في إنشادن توقف فجأة عند باب الزاوية. مشهد جمع بين الرئيس وخصومه في حضرة الذكر والإنشاد، ليؤكد أن السياسة عندنا قد تختلف في المجالس، لكنها تتوحد في المواسم!

لا عيب في أن يذهب المنتخبون إلى حلقات الذكر ويتلون كتاب الله، فذلك شأن شخصي مشروع، لكن المعضلة أن تتحول المواسم إلى “مسرح تصالحي” يغيب فيه صوت المواطن وهمومه. الساكنة لا تهمها صور التواضع في الزوايا، بقدر ما تنتظر إنجازات ملموسة: طرق معبدة، إنارة مشغّلة، وخدمات تحفظ كرامتهم.

قد يكون الرئيس قصد الزاوية طلبًا للعفو لجماعته، بينما ذهب المعارض بدوره ليتأكد أن الدعاء يشمل الجميع، أغلبية ومعارضة على حد سواء! وربما اتفقا هناك  أن البركة وحدها كافية لحل مشاكل إنشادن، ما دامت المشاريع التنموية مؤجلة إلى إشعار غير مسمى.

وفي النهاية، يحق للساكنة أن تتساءل: إذا كان المنتخبون يلتقون في المواسم أكثر مما يلتقون في دورات الجماعة، فهل عليهم هم أيضًا أن يحجّوا إلى الزوايا للحصول على حصتهم من “الإنجازات”؟

الأخبار ذات الصلة

1 من 32

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *