انطلقت مساء أمس الجمعة 25 يوليوز 2025، بساحة المعارض المجاورة للمستشفى الجامعي بأكادير، فعاليات الدورة الحادية عشرة من المعرض الدولي للمنتوجات المحلية، في تظاهرة سنوية بارزة تمتد إلى غاية 30 من الشهر الجاري. يحمل المعرض هذه السنة شعارًا محوريًا: “المنتوجات المحلية وندرة المياه.. أي حلول من أجل الاستدامة؟”، وهو ما يعكس التحديات الراهنة والتوجهات المستقبلية للقطاع الفلاحي.
افتتاح رسمي وحضور وازن:
ترأس حفل الافتتاح السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، بحضور لافت للكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المدنية والمهنية والفعاليات المعنية بالاقتصاد التضامني والفلاحة المجالية.
وقام الوفد الرسمي بجولة تفقدية داخل أروقة المعرض المترامية على مساحة 4500 متر مربع. اطلعوا خلالها عن كثب على أجنحة العرض المتنوعة، وتوقفوا عند عدد من التعاونيات العارضة التي تمثل مختلف جهات المملكة. استمع الوفد إلى شروحات مفصلة من العارضين حول طرق إنتاج وتثمين المنتوجات، لاسيما تلك المرتبطة بالموارد الطبيعية والمجالية التي تتميز بها الجهة والمملكة، كزيت الأركان، العسل، الزعفران، التمور، الكسكس، الصبار، والنباتات الطبية والعطرية.
إقبال قياسي وجودة متطورة:
يستقبل المعرض هذا العام أكثر من 230 عارضًا، يمثلون تعاونيات نسائية وشبابية ومهنية من مختلف ربوع المملكة. ويُتوقع أن يتجاوز عدد الزوار 145 ألف زائر خلال أيامه الستة، وهو ما يؤكد الإقبال الكبير على هذا الفضاء الاقتصادي والتواصلي الذي أصبح موعدًا سنويًا قارًا في أجندة الفلاحين والمهنيين والفاعلين الاقتصاديين.
وفي تصريح بالمناسبة، عبّر يوسف جبهة، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، عن ارتياحه للتنظيم والإقبال المتزايد على المعرض. مشيدًا بالمستوى المتميز الذي طرأ على جودة المنتوجات والتغليف والعرض، وبالتطور الملحوظ في أداء التعاونيات على مستوى التسويق وإدماجها في سلاسل القيمة. ودعا جبهة ساكنة أكادير وزوارها إلى زيارة المعرض للاستفادة من العروض والمنتوجات المعروضة.
أنشطة موازية وجائزة للتميز:
يتميز برنامج المعرض هذه السنة بأنشطة موازية غنية، تشمل ورشات علمية وتقنية متخصصة لفائدة العارضين، وندوات معمقة حول مواضيع حيوية كـ”ندرة المياه” و”التسويق الرقمي” و”التصدير” و”التأهيل الصحي للمنتجات”. كما ستشهد التظاهرة تنظيم النسخة الثالثة من جائزة سوس ماسة للصحافة والفلاحة، في بادرة تهدف إلى تكريم الصحافيين الذين يساهمون في مواكبة دينامية القطاع وإبراز رهاناته.
تندرج هذه التظاهرة الكبرى ضمن جهود تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تسعى إلى جعل الفلاحة المجالية رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال دعم التعاونيات وتثمين المنتوجات المحلية. وتعزز هذه الفعاليات مكانة جهة سوس ماسة كقطب فلاحي واقتصادي وطني بامتياز، مؤكدة دورها الريادي في تحقيق التنمية المستدامة بالمملكة.
A.Boutbaoucht
