شهدت مدينة طنجة خلال الأسابيع الأخيرة تحركا ميدانيا لافتا من قبل السلطات المحلية، لمواجهة ظاهرتي التسول والتشرد الحضري، اللتين أصبحتا تثيران قلقا متزايدا لدى الساكنة والزوار على حد سواء، خاصة مع تزايد عدد الأشخاص في وضعية الشارع داخل الأحياء المركزية والمناطق السياحية.
وقد باشرت مصالح عمالة طنجة-المدينة حملات مكثفة استهدفت حصر وتوجيه عشرات الأشخاص من دون مأوى، من بينهم متسولون ومتشردون، في إطار خطة استباقية لتأمين الفضاء العام، واستعادة الطابع الجمالي والآمن للمدينة، خصوصًا مع بداية الموسم السياحي.
التدخلات الميدانية نفذت عبر تنسيق بين عدد من الملحقات الإدارية التابعة للمقاطعة المركزية، وشملت الشوارع الرئيسية، والساحات العامة، والأماكن المعروفة بكثافة توافد السياح، حيث كانت مظاهر التشرد ظاهرة بشكل صارخ، ما انعكس سلبا على الصورة العامة للمدينة.
هذا التحرك يعد خطوة أولى نحو تدبير واقعي لظاهرة متشابكة الأبعاد، تتطلب أكثر من مجرد تدخل ظرفي. فمعالجة إشكالية التسول والتشرد لا يمكن أن تعتمد فقط على المقاربة الأمنية، بل تقتضي تفعيل حلول اجتماعية وصحية ومؤسساتية متكاملة، تضمن الإيواء، وإعادة الإدماج، والمتابعة النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأفراد.
ومع أهمية هذه الخطوة، يبقى الرهان الأكبر هو إرساء مقاربة دائمة، قادرة على تحويل هذه التحركات الظرفية إلى سياسات عمومية فعلية تضع الفئات الهشة في صلب أولويات التنمية الحضرية، وتكفل كرامتهم وحقهم في العيش الكريم.