في مشهد يختزل سنوات من الإهمال والتهميش، شرعت ساكنة دوار “إيوال” بجماعة إداوكنظيف في استكمال ورش تأهيل المسلك الترابي المؤدي إلى الدوار، بعد معاناة طويلة كانت خلالها الطريق تشكّل هاجسًا دائمًا، خاصة في مواسم الأمطار، حين كانت تتحول إلى فخاخ طبيعية تعرقل تنقل السكان وتقطع صلتهم بالعالم الخارجي.
وقد عبّر السكان عن امتنانهم لكل من ساهم في هذا المشروع، وعلى رأسهم رئيس الجماعة، السيد مولاي مسعود أكناو، الذي استكمل هذه الخطوة التنموية المهمة بعد سنوات من الانتظار. غير أن هذا الامتنان لم يمنع الساكنة من طرح تساؤلات مشروعة حول أولويات المجلس الجماعي، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لتنظيم مهرجان “أكودار” بميزانية وُصفت بـ”الضخمة”، في وقت لا تزال فيه جل الدواوير تعيش أوضاعًا مزرية، وتعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم.
ويرى كثير من أبناء المنطقة أن التوجه نحو صرف اعتمادات مالية معتبرة على التظاهرات الفنية والسياحية في جماعة تعاني من ضعف الخدمات الأساسية، يعد ضربًا من العبث التنموي وسوء ترتيب الأولويات. حيث لا تزال طرق عدة دواوير تعاني من التهميش والعزلة، فيما تفتقر المرافق الأساسية إلى التهيئة والصيانة.
وإذ تنوه الساكنة بالمجهودات التطوعية التي بذلها شباب وأهالي دوار إيوال في إنجاح أشغال تبليط المسلك، فإنها في الآن نفسه تدعو المسؤولين إلى التحلي بالحكمة والواقعية في اتخاذ القرار، والقطع مع منطق “التلميع المناسباتي” الذي لا ينعكس على واقع الساكنة المعيش.
وفي انتظار مهرجان “أكودار”، يبقى سكان دواوير إداوكنظيف يأملون في مهرجان من نوع آخر: مهرجان تنموي حقيقي، تنطلق فيه الأوراش ذات الأولوية، وتتحقق فيه العدالة المجالية، ويُصغى فيه لصوت المواطن بدل إغراقه في الزيف الاحتفالي.