في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز التنمية المحلية والحفاظ على الأصالة التاريخية، حل عامل إقليم اشتوكة ايت باها، السيد محمد سالم الصبتي، مساء اليوم التلاتاء 24 يونيو 2025 بجماعة ماسة. جاءت هذه الزيارة في إطار لقاء تواصلي مع المجلس الجماعي، بهدف الوقوف على المنجزات المحققة والبحث في سبل تجاوز التحديات التي تواجه هذه المنطقة العريقة.
تشكل ماسة، بجذورها الضاربة في أعماق الحضارة المغربية الأصيلة، نموذجاً للمناطق الغنية بمؤهلاتها المادية والطبيعية والمجالية. يمتد نفوذ الجماعة على جزء من المنتزه الوطني سوس ماسة، مما يجعلها قبلة لموارد طبيعية وافرة قابلة للتوظيف في مجالات السياحة الإيكولوجية والطبيعية. هذه الإمكانيات الواعدة تعزز من مكانة ماسة كوجهة تنموية مستدامة.
خلال هذا اللقاء، تم تقديم عرض مفصل حول أهم المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز، والتي تركز بشكل أساسي على البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية. من أبرز هذه المشاريع، مشروع التطهير السائل الذي رصد له غلاف مالي قدره 37 مليون درهم بشراكة مع عدة متدخلين. يراهن على هذا المشروع الحيوي لاستكمال أوراش التأهيل الحضري بالجماعة، مما سيساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.
إضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى المجهودات المبذولة لتأهيل القطاعات الاجتماعية، عبر تعزيز العرض التعليمي والنهوض بقطاع الصحة والخدمات السوسيو-اقتصادية. كما أولت الجماعة اهتماماً خاصاً لتعزيز المرافق المخصصة للشباب والمرأة والطفولة، إيماناً منها بأهمية الاستثمار في الرأسمال البشري.
لم يقتصر الاجتماع على استعراض المنجزات، بل شكل أيضاً مناسبة للوقوف عند بعض المشاريع التي تعترضها عراقيل، بهدف التسريع بإنجازها. من بين هذه التحديات، ضرورة التسريع بإخراج بعض المحاور الطرقية المهيكلة، وتقوية وتمديد شبكة الكهرباء، وإتمام تصميم تهيئة مركز ماسة. كما شدد الحضور على أهمية مشروع حماية ماسة من الفيضانات، وتحريك ملف التعمير، وتعزيز الولوج إلى الماء الشروب، واستكمال عدد من الأوراش المعلقة.
وفي إطار المداخلات، تم تسليط الضوء على عدد من الإشكالات التنموية التي تؤرق الساكنة، أبرزها مشكل النظافة وتدبير النفايات، ومعالجة وضعية المطرح الجماعي. كما نوقشت سبل النهوض بقطاع الفلاحة البورية بحوض تاسيلا، مع توفير الموارد المائية الضرورية، وتأهيل شاطئ سيدي بولفضايل، وإنجاز مرافق سوسيو-اقتصادية. ولم يفت الحضور المطالبة باستكمال سور ماسة التاريخي، وتبسيط المساطر الخاصة بالرخص الاقتصادية، وتعزيز وتأهيل أسطول النقل المدرسي.
تؤكد هذه الزيارة وهذا اللقاء التواصلي على التزام السلطات الإقليمية والمنتخبين بالعمل المشترك لمواجهة التحديات التنموية وتحقيق تطلعات ساكنة ماسة، في سبيل بناء مستقبل أفضل لهذه الجماعة التي تجمع بين عبق التاريخ وأصالة الأمكنة.