في لقطة تعكس التواضع والحرص على التواصل المباشر مع المواطنين، تفاجأ أحد سكان حي النية بآيت عميرة، السيد رشيد ايت الصاغ، بعامل إقليم اشتوكة آيت باها الجديد وهو يقود سيارته بمفرده عائدًا من دوار “تن عمارة” في ساعة متأخرة من المساء. هذا اللقاء العفوي تحول إلى فرصة سانحة لتوجيه صرخة من قلب المعاناة، تلامس واقع التهميش والنقص التنموي الذي تعيشه جماعة آيت عميرة.
الواقع المرير على لسان مواطن غيور
لم يتردد السيد رشيد لحظة في استئذان عامل الإقليم، الذي استجاب له بابتسامة وترحاب، متوقفًا للاستماع. كانت الكلمات صادقة ومباشرة، تعبر عن عشر سنوات من الانتظار والمعاناة: “سيدي العامل، ها أنتم ترون بأعينكم كيف هو حال الطريق. أكثر من عشر سنوات ونحن على هذا الوضع. أكوام النفايات في كل مكان، لا حاويات، لا نظافة، لا بنية تحتية… لا شيء.”
لم تكن شكوى عابرة، بل كانت وصفًا دقيقًا لواقع مؤلم تعيشه ساكنة آيت عميرة، رقعة جغرافية تشهد نموًا ديموغرافيًا متسارعًا، لكنها تفتقر لأبسط مقومات التنمية والبنية التحتية.
استجابة عامل الإقليم: وعي بالتحديات وأمل في التغيير
تجاوب عامل الإقليم كان هادئًا وواعيًا، مؤكدًا أنه “رأى كل شيء”. وأشار إلى أنه اطلع على وضعية الصرف الصحي، وحال الحي ومجموعة من الدواوير، بل ودخل إلى حي “المسيرة” الذي وصف اسمه بالجميل، لكن واقعه بالمؤلم. تعابيره حملت دلالة على إدراكه لحجم التحديات: “الوضعية فعلًا صعبة جدًا. الله يعيننا جميعًا على خدمة الصالح العام. ومع تظافر الجهود من الجميع، إن شاء الله سنتجاوز هذه الأوضاع.”
لحظة صدق وجرأة… أمل في مستقبل أفضل
مثل هذا اللقاء العفوي، الذي جمع مسؤولاً رفيع المستوى بمواطن بسيط، يؤكد على أهمية التواصل المباشر وكسر الحواجز. لقد كانت لحظة مناسبة لقول الحقيقة كما هي، ونقل ما يناضل من أجله أبناء آيت عميرة منذ سنوات، دون مجاملة أو تزييف.
اختتم السيد رشيد حديثه برسالة واضحة لعامل الإقليم: “أتمنى أن تولوا أهمية خاصة لهذه الجماعة، لأنها تعاني من إقصاء واضح، في الوقت الذي أصبحت فيه من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، في غياب تام لمقومات التنمية والبنية التحتية.”
تلك كانت صرخة من عمق المعاناة، تحمل في طياتها أملًا كبيرًا في أن تجد آذانًا صاغية، وأن تتحول إلى حافز للتغيير الحقيقي، لكي تنال آيت عميرة نصيبها العادل من التنمية التي تستحقها.
A.Boutbaoucht