محمد نجيب كومينة
.
عندما يخرج بعضهم للتحدير من اللقاح الصيني فاعلم ان له حسابات مصلحية غير معلنة او رهان على استفادة ما من جهة ما او ايضا انه في حالات معينة يوظف من طرف الغير او يوظف نفسه لفائدة الغير في النزاعات الاستراتيجية الجارية حاليا للابقاء على ميزان القوى العالمي كما كان او لتغييره.
هذا مايخرج المعرفة، ولو كانت علمية، من اطارها ويجعلها تنحرف اخلاقيا وتصبح جراء ذلك خطرا على الصحة العامة وعلى حياة عدد كبير من المواطنين الذين يثقون بخطابات البعض ويضفون عليها مصداقية ويعتقدون خطا انها قائمة على اساس علمي.
وبغض النظر عن النوايا، فان استهداف اللقاح الصيني، الذي اختاره المغرب من بين لقاحات اخرى، يجب ان يتوقف، وان استدعى الامر توقيفه، حفاظا على الصحة العامة وتجنبا للتشويش الذي يمكن ان تكون نتيجته استمرار الوباء في حصد المزيد من الارواح وتعطيل الحياة الاقتصادية وتخريب مناصب الشغل وتفشي الفقر وتدهور مستويات معيشة عدد كبير من المواطنين.
ذلك انه لا يمكن للصين، القوة العظمى العلمية اليوم التي تخوض معارك كبرى على واجهات عدة، ان تطلق لقاحا مشكوكا في فعاليته وسلامته او لقاحا”با دو كام bas de gamme ” وهي التي تهاجم الى اليوم بكونها مصدر الوباء الذي تحول الى جائحة عالمية، ولا يمكن للدولة المغربية، باعتبارها قوة عاقلة، ان تغامر باستعمال لقاح غير متأكد من فعاليته وخلوه مما يشكل خطرا على صحة المواطنين عامة الذين تتجه الى إلزامهم جميعا بالتلقيح، فلا توجد دولة تهدف الى قتل مواطنيها الذين يشكلون أساس وجودها وشرعيتها او حتى الى إلحاق الأذى بصحة جزء منهم، دون مخافة رد الفعل الجماعي او ايضا العقوبات الدولية والسمعة وغير ذلك.