يوم تاريخي يسجل بمداد من ذهب:ساكنة دوار ايت بايه باشتوكة تحتفل بمعروف “تركانت”

نظمت ساكنة دوار ايت بايه باشتوكة ايت باها أمس السبت 19 مارس “معروف تاركانت”وهي واحدة من العادات الضاربة في عمق تاريخ المنطقة.

وتم تنظيم الاحتفال بمسجد ايت بايه في جو من المحبة و التعاون والتعارف والتاخي واكرام الضيف.


ويعتبر “الاحتفال بالمعروف سنة حميدة توارتها أهل الدوارعن الأجداد، ولها تميز كبير بالمنطقة، يجتمع خلالها سكان القبائل على مائدة القرآن وإكرام الطلبة النجباء والفقهاء ومساعدة المحتاجين، وتتنوع أماكن الاحتفال حسب عادات كل قبيلة، من غير أن ننسى ما توليه الدولة لهذه المعارف والفعاليات الجمعوية، حيث لاحظنا تجديدا في أساليب الاحتفال، ودخل المجتمع المدني بالتكفل بكافة مستويات إحياء المعروف، كما أنها فرصة لصلة الرحم ومحطة لتناول فرص النهوض بالقبائل، وجمع الهبات أو تجديد مكاتب هذه الهيئات المدنية بحضور أبناء القبيلة المقيمين والمغتربين”.


أما أماكن الاحتفال بهذه العادة السوسية، فغالبا ما تكون المدارس العتيقة أو المساجد أو المصليات أو الأضرحة، لما لهذه الأماكن من قدسية في الثقافة الدينية.


يقوم بعض ميسوري الدوار بشراء ثور أو ثورين وذبحهما في ساحة المسجد، أو أسرير الدوار، أي الساحة، ويتم بيع الجلد والأطراف في سمسرة، وبعد ذلك يقسمون بقية اللحم إلى ڭروع، ومفرده ڭرعة؛ أي حصة، بعدد “كوانين الدوار”، ويبيعون اللحم بثمن رمزي من أجل جمع مبلغ الشراء، ويتصدقون على الأرامل والمحتاجين”. ويطلق على حصة اللحم ببعض الدواوير الناطقة بالأمازيغية “تسكيوين”.


“يتم أخذ اللحم إلى البيوت، حيث يقوم كل كانون بطهي قسط منه وإحضاره في الليل إلى مكان إقامة لمعروف، إما عبارة عن طجين أو كسكس محلي (بداز) أو ما شابه ذلك. وبعد صلاة العشاء، يتناول الجميع تلك الأطباق، ويتم التداول في أمور الدوار والتأكد بعد ذلك من أن الشخص الذي أنفق في شراء الذبيحة قد تسلم مبلغه كاملا، وما فضل من المبلغ يخصص لأمور المسج. وفي الأخير يتم الختم بالدعاء.


ويبقى “لمعروف” واحدة من العادات المميزة لسكان سوس، الذين ظلوا متشبّثين ومعتزّين بها، لما لها من أهداف دينية واجتماعية، تترك بصمتها على المستوى التنموي والاجتماعي والديني، وتدعم مواصلة طلبة حفظ القرآن في تحصيلهم العلمي.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬036