انزكان/ولاية اكادير: الماء والزراعة وتربية الأسماك اهم محاور المناظرة العلمية المغربية الإسرائيلية الاولى.

بقلم: محمد امنون / الرأي24


تشكل عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، قفزة نوعية وتاريخية من أجل بناء علاقات اقتصادية واستراتيجية قوية بين المملكة المغربية والدولة العبرية، ورغم أن المغرب طل دائما يحافظ على ذلك الخيط الرفيع الرابط بين الرباط وتل أبيب، وكان مغاربة إسرائيل يلعبون دورا مهما في الاحتفاظ بهذا الخيط الرفيع قائما، كيف لا وعددهم يقارب المليون إسرائيلي من أصل مغربي، وهو الأمر الذي تكون له تأثيراته وتداعياته على الصعيد الاقتصادي كذلك، وقد سبق للكثير من المسؤولين الإسرائيليين من اصل مغربي أن عبروا عن استمرار هذا الخيط الرفيع بين البلدين، إذ سبق ل”بنعمي شالوم” وزير الامن والداخلية الإسرائيلي السابق وهو من مواليد طنجة أن قال: “إن العلاقات بين المغرب وإسرائيل هي علاقات تاريخية و اجتماعية واسرية ولا يمكن ان تنقطع في جميع الظروف…فالألف من المواطنين الإسرائيليين هم كذلك مواطنين مغاربة يحبون جلالة الملك و يحبون وطنهم الأول المغرب كما يحبون وطنهم اجدادهم الموعود إسرائيل”.

وهو ما جعل دائما المملكة تشكل مجالا مهما للاقتصاديين الإسرائيليين من أجل الاستثمار في عدد من المجالات من ضمنها” الماء والفلاحة والزراعة” التي تعتبر الدولة العبرية رائدة فيها بسبب التطور التكنولوجي، وهو ما جعل أوساط مغربية كثيرة دائمة الانفتاح على التجارب الإسرائيلية في الميدان الاقتصادي خصوصا في مجال” البحث الزراعي” و” التنمية الزراعية بصفة عامة”، فقد كانت تجربة السقي بالتنقيط أهم المشاريع التي استقدمها فلاحي ومهني سوس من إسرائيل في فترة الثمانينات، كما سبق للسيد عزيز اخنوش رئيس الحكومة الحالي، وزير الفلاحة والتنمية القروية سابقا، خلال تقديمه ” لبرنامج ” مخطط المغرب الأخضر” ان استدل كنموذج بالتجربة الفلاحية لإسرائيل، وذلك في جدول مقارنة يخص استعمال البذور، واستعمال الآليات الفلاحية (المكننة)، فقد ورد في برنامج ” المغرب الأخضر” ان المغرب يستهلك 52 كيلوغرام من البذور في الهكتار الواحد، في حين تستهلك إسرائيل 1608 كلغ، أي ما يعادل 62 مرة المتوسط بالمغرب. وفي ميدان المكننة يبرز الجدول المذكور أن عدد الجرارات لكل 1000 هكتار بإسرائيل هو 72 في المائة، وهو ما يفوق بـ 12 مرة المعدل في المغرب (6 جرارات)، ورغم أن مخطط المغرب الاخضر قد استحضر في برنامجه الاولي المعدلات في 10 دول أخرى عربية وأوروبية وأمريكية، إلا أنه يضع مقارنة واضحة بين المغرب وإسرائيل لأن هذه الأخيرة تتفوق على كل تلك الدول مكننة واستعمالا للبذور.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬247