زيارة الوفد الأمريكي للعيون والداخلة تعكس قناعة واشنطن الراسخة بمغربية الصحراء

أكد الأكاديمي والمحلل السياسي، محمد بودن، أن زيارة الوفد الأمريكي للعيون والداخلة تعكس قناعة أمريكية راسخة بمغربية الصحراء.

وقال بودن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى، يقوده مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، إلى الصحراء المغربية، يعد بمثابة تطور تاريخي يعكس مستوى الثقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا قناعة أمريكية راسخة بمغربية الصحراء.

وبحسب المحلل فإن هذا التطور التاريخي يمثل ردا حاسما وموقفا موضوعيا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر للبعد التاريخي للعلاقات بين البلدين التي يعود تاريخها إلى أزيد من 200 سنة، منذ الاعتراف المغربي بالسيادة الأمريكية عام 1777 وإنشاء الولايات المتحدة الأمريكية لأول بعثة دبلوماسية لها في طنجة سنة 1797.

ولفت بودن إلى أن هذا التطور يعد، بالخصوص، ثمرة عمل الدبلوماسية المغربية التي تقيم الجسور مع القوى العظمى وتعزز الثقل الاستراتيجي للمملكة بالمنطقة.

وتابع أن ” زيارة الوفد الأمريكي للصحراء المغربية ترسي مستقبلا يثير، بدون أدنى شك، قلق الجار الشرقي للمغرب “، مشددا على أن الإطار الاقتصادي للشراكة المغربية الأمريكية سيؤدي إلى تغيير المشهد الاستراتيجي للصحراء المغربية، التي ستصبح نقطة محورية للمبادلات التجارية القارية والدولية، وللملاحة البحرية الإقليمية، بفضل ميناء الداخلة الأطلسي والتنمية الهيكلية لجهة الداخلة وادي الذهب.

وخلص إلى أن هذه الزيارة، التي اطلع خلالها الوفد الأمريكي على أوجه التنمية ومناخ الاستثمار والحياة المؤسساتية في الصحراء المغربية، تعد حدثا غير مسبوق.

يشار أنه تم، أمس الأحد، بمقر ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، إطلاق منصة “الداخلة كونيكت.كوم”، المخصصة للنهوض بالاستثمار والتسويق الترابي، بحضور مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر.

وتهدف هذه المنصة، الممولة من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، مكتب شؤون الشرق الأدنى، عبر فرعه مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق الأوسطية، إلى إرساء جسر بين مقاولات الجهة والمستثمرين والزبناء والممونين المحتملين.

ويهدف هذا المشروع الاقتصادي الأول الذي تموله حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الأقاليم الجنوبية إلى تعزيز الفرص الاقتصادية بالداخلة والعيون، من خلال تطوير ونشر منصة رقمية مخصصة لمقاولات القطاع الخاص العاملة في كل مدينة، مع طموح نحو تسهيل فرص التبادل، واللقاءات الثنائية (بي2بي)، والاستثمارات، والتعاون الاقتصادي على المستوين الوطني والدولي. ويشمل ذلك أيضا دعم المقاولين من الشباب والنساء، والتسويق الإقليمي والنهوض الاقتصادي الذي يهدف إلى تعزيز إشعاع كل مدينة. كما يهدف إلى تعزيز المؤهلات الاقتصادية للداخلة والعيون، بهدف استكشاف فرص التبادل والتعاون الاقتصادي على المستويين الوطني والدولي في العديد من القطاعات الرئيسية، كالفلاحة، والطاقات المتجددة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والصيد البحري.

وستضم هذه البوابة، التي تم إنشاؤها من طرف مكتب الدراسات والاستشارة الدولية “JE Austin Associates”، ومقره واشنطن دي سي، المتخصص منذ أزيد من 30 سنة في إدارة وتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية حول العالم من بينها المكتب الإقليمي بالرباط، قاعدة بيانات مقاولات الجهة مع ورقة بيانات كاملة، وذلك عبر محرك بحث مبتكر يمكن من البحث وإيجاد الموقع على خريطة كل هيئة سوسيو-اقتصادية في المدينة.

ويتكون هذا المشروع، الذي سيتواصل إلى متم شتنبر 2022، من ثلاث مراحل رئيسية، وهي تطوير منصة رقمية وتسويق وتعزيز فرص الاستثمار وكذا تنظيم لقاءات ثنائية (بي2بي)، مع تعبئة الفاعلين المحليين.

وتتطلع منصة “الداخلة كونيكت.كوم” إلى تسليط الضوء على مكونات وخصائص هذه البوابة الرقمية التي تهدف إلى تحديد انتظارات مختلف الفاعلين، من خلال السماح بجمع المعطيات المتعلقة بالبنيات التحتية والمقاولات العاملة في الداخلة.

وستصبح هذه المنصة، التي تضم قاعدة بيانات المقاولات في الجهة وجميع القطاعات مجتمعة، ضرورة لأي مستثمر يرغب في الاستثمار في الجهة، بالنظر إلى أن هذه البوابة ستخضع لتحيين دوري للبيانات القطاعية أو الماكرو-اقتصادية.

وتميز هذا الاجتماع بحضور كل من والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، وعامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬205