في الوقت الذي يبذل فيه عامل إقليم اشتوكة آيت باها، محمد سالم الصبتي، جهوداً متواصلة من أجل الدفع بالإقليم نحو مسار تنموي جديد، من خلال عقد لقاءات دورية مع مختلف المجالس المنتخبة، وجعل ملف التعليم أولوية قصوى ضمن أجندته، اصطدمت هذه الدينامية مرة أخرى بعقبة سوء التسيير داخل المجلس الإقليمي.
فقد كان مقرراً أن يعقد المجلس الإقليمي، اليوم الاثنين، دورة مخصصة لمناقشة قطاع التعليم، باعتباره أحد أكثر الملفات إلحاحاً وارتباطاً بمستقبل أبناء الإقليم، بحضور المسؤول الأول عن القطاع. غير أن الدورة لم تُفتتح بسبب غياب النصاب القانوني، بعد أن تخلف عدد من الأعضاء عن الحضور، في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً بعدما أكد بعضهم أنهم لم يتوصلوا بأي استدعاءات رسمية لحضور أشغال الدورة.
هذا التعثر، الذي تكرر في أكثر من محطة، يُبرز مرة أخرى حجم الارتباك الذي يعيشه المجلس الإقليمي، ويؤكد – وفق تعبير متتبعين – أن همّ بعض المسؤولين ليس خدمة الصالح العام، بل الانخراط في صراعات سياسوية ضيقة، ولو كان الثمن تعطيل نقاش ملف استراتيجي مثل التعليم.
وتساءلت فعاليات سياسية ومدنية بالإقليم عن حقيقة الجهة التي تدير المجلس فعلياً: هل هو الرئيس المنتخب إدير أوصيت، أم أن هناك أطرافاً أخرى تُحرك دواليب التسيير من وراء الستار؟ وهو سؤال بات يفرض نفسه بقوة في ظل تكرار مظاهر الارتباك والفوضى داخل هذه المؤسسة المنتخبة.
في المقابل، يطالب العديد من الفاعلين المحليين بتدخل عامل الإقليم بحزم، لوضع حد لحالة العبث التي تطبع عمل المجلس الإقليمي، حتى لا يبقى ملف التعليم – ومعه ملفات تنموية أخرى – رهينة الحسابات السياسية والشخصية، في وقت تحتاج فيه الساكنة إلى حلول عاجلة وواقعية لمشاكلها اليومية.