تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تقليص الفوارق المجالية، وتحقيق العدالة الترابية، وتعزيز الاهتمام بالمجالات القروية، أشرفت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، امس الثلاثاء، بالجماعة القروية مشرع العين بإقليم تارودانت، على إعطاء انطلاقة النسخة الثانية من قافلة التعمير الموجهة للعالم القروي.وقد تميزت هذه الزيارة الميدانية للسيدة المنصوري، التي كانت مرفوقة بوالي جهة سوس-ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، وعامل إقليم تارودانت، مبروك تابث، وعدد من المنتخبين، بتوقيع اتفاقية للمساعدة المعمارية والتقنية، وزيارة دواوير متضررة من الزلزال لتقييم تقدم أشغال إعادة الإعمار.
وبالمناسبة، أبرزت الوزيرة أن هذه القافلة المنظمة تحت شعار: “التعمير والإسكان في خدمة العالم القروي” تندرج في إطار التعليمات الملكية السامية الرامية إلى جعل الإدارة تتنقل إلى قلب الدواوير والأسواق والقرى، بهدف الاستماع المباشر للمواطنات والمواطنين، وتقديم حلول واقعية، وتسريع مساطر البناء والسكن، وترسيخ مبادئ العدالة المجالية.وأضافت: “نحن هنا اليوم لنقول للساكنة المحلية: نحن معكم، وقريبون منكم، ولن ندخر أي جهد لخدمتكم”.
يشار إلى أن النسخة الثانية من قافلة القرب بالعالم القروي ستجوب الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، مستهدفة 118 جماعة قروية،بما يفوق 1.532.680 نسمة،، مع زيارة 180 دواراً و 37 سوقاً قروياً. كما تسعى القافلة إلى تقريب الخدمات القانونية والتقنية والعقارية والمعمارية، ومعالجة الملفات، وتقديم عروض السكن الخاصة بمجموعة العمران وبرنامج الدعم المباشر للسكن، ومواكبة الاستثمار في العالم القروي. وشملت الزيارة الميدانية أيضاً توقيع اتفاقية المساعدة المعمارية والتقنية بالعالم القروي (2026–2028).وبهذه المناسبة، أشرفت الوزيرة، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين، على توقيع اتفاقية جديدة لتعزيز المواكبة التقنية في العالم القروي. وتستهدف ساكنة الوسط القروي مع إعطاء الأولوية لساكنة الدواوير المحددة والمراكز القروية الصاعدة.وتوفر الاتفاقية للمواطنين تصاميم معمارية وطبوغرافية وتصاميم الخرسانة المسلحة، إضافة إلى مواكبة تقنية فعالة خلال إعداد ملفات طلبات رخص البناء.
وبحسب الوزيرة، فإن هذه “الاتفاقية ليست مجرد وثيقة تعاون، بل هي التزام بجودة المواكبة واحترام الخصوصيات المحلية”.وأكدت في السياق ذاته: “نريد أن نعيد بناء الثقة بين الإدارة وسكان القرى، وأن نتيح لهم مسارات بناء آمنة، مضبوطة وشفافة”، مشيرة إلى أن المراكز القروية الصاعدة لها اليوم دور استراتيجي، وكذلك الدواوير المحددة، ونحن نحرص على أن تتوفر على خدمات تقنية تساهم في تنظيمها وتنميتها.كما قامت الوزيرة والوفد المرافق لها بزيارة ميدانية لعدد من الدواوير المتضررة من الزلزال، منها دوار آيت معلى (تافنكولت) ودوار أكادير الجامع (تيزي نتست)، حيث أعيد بناء البنايات المتضررة بنسبة 100 بالمائة.
وخلال زيارتها، قالت السيدة المنصوري إن “الوزارة عبأت كل طاقاتها لأجل إعادة الإعمار وتأمين المجالات المتضررة”، مشيدة بـصمود الساكنة.وشددت على أنه “لن نترك أي دوار متضرر حتى نرى آخر منزل قائماً، مُشيداً وآمناً. سلامة المواطنين وكرامتهم مسؤوليتنا الجماعية، ووجودنا اليوم هنا رسالة دعم والتزام مستمر”.وتعكس هذه الزيارة وهذه الأوراش التزام الوزارة بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية، وتعزيز استهداف العالم القروي عبر آليات حديثة للقرب، ودعم مسارات البناء، وتسريع إعادة الإعمار، وكذلك تحقيق عدالة مجالية تضع الإنسان والمجال في صلب السياسات العمومية.













