تشهد مدينة أكادير، في السنوات الأخيرة، نهضة غير مسبوقة، تحوّلت خلالها من مدينة سياحية عادية إلى قطب عمراني واقتصادي وسياحي متكامل، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذه الرؤية الملكية السامية، التي تجسدت في إطلاق برنامج تنمية مدينة أكادير (2020-2024)، لم تقتصر على تحديث البنية التحتية فحسب، بل امتدت لتشمل كافة مناحي الحياة بالمدينة، لتصبح أكادير نموذجًا يحتذى به في التنمية الحضرية الشاملة، تحت إشراف رجل الظل، والي جهة سوس ماسة، السيد سعيد أمزازي.
رؤية ملكية استراتيجية لمستقبل أكادير
في فبراير 2020، كانت الشرارة الأولى لهذا الورش التنموي الضخم، حين ترأس جلالة الملك محمد السادس مراسيم توقيع اتفاقية تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لأكادير، بإعتمادات مالية تجاوزت 6 مليارات درهم. هذه المبادرة لم تكن مجرد مشروع تنموي، بل كانت تأكيدًا على المكانة الاستراتيجية لأكادير كبوابة للأقاليم الجنوبية للمملكة، ونقطة وصل حيوية بين شمال وجنوب المغرب. وقد ارتكزت هذه الرؤية على نهج شامل، يستهدف تحويل أكادير إلى مدينة حديثة، مستدامة، وذكية.
تحول عمراني يلامس كل زاوية
شهدت أكادير، في إطار هذا البرنامج، مشاريع هيكلية عملاقة أعادت رسم معالم المدينة بشكل جذري. من أبرز هذه المشاريع، تهيئة المحاور الطرقية الكبرى، مثل الطريق المداري الشمالي الشرقي والطريق السريع المزدوج الذي يربط الميناء بالطريق السيار، مما ساهم في انسيابية حركة المرور وتسهيل الولوج إلى مختلف مناطق المدينة.
كما تم تأهيل كورنيش المدينة ليصبح واجهة سياحية حضرية بمعايير عالمية، جاذبًا للزوار ومساهمًا في تعزيز جاذبية المدينة. ولم يغفل البرنامج عن إعادة تهيئة الأحياء ناقصة التجهيز، وتحسين الإنارة العمومية، وتوسيع المساحات الخضراء، وإنشاء مواقف تحت أرضية للسيارات، مما عزز من جودة الحياة اليومية للساكنة. وفي سياق تعزيز النقل الحضري المستدام، يعتبر مشروع “الحافلات عالية الجودة BHNS” نقلة نوعية في منظومة النقل العمومي بالمدينة، حيث سيساهم في تقليل الازدحام وتحسين البيئة الحضرية.
نهضة شاملة: ثقافة، رياضة، وصحة
لم تقتصر المشاريع الملكية على الجانب العمراني فقط، بل امتدت لتشمل قطاعات حيوية أخرى تلامس صميم حياة المواطن. في المجال الثقافي، تم بناء المسرح الكبير لأكادير، كصرح ثقافي يعزز البنية التحتية الثقافية للمدينة ويوفر فضاءً للإبداع الفني.
وفي إطار تعزيز العرض الصحي العمومي، تم تشييد وتجهيز مستشفى الأمراض النفسية والعقلية ومستشفى متعدد التخصصات، مما يعكس الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للمواطنين. أما في المجال الرياضي، فقد تم تهيئة ملاعب وقاعات رياضية متعددة الاستعمالات، دعمًا للرياضة القاعدية والشباب، وتشجيعًا للمواهب المحلية.
سعيد أمزازي: مهندس التتبع الدقيق ورجل الظل
في خضم هذا الزخم التنموي، يبرز اسم السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، كشخصية محورية تعمل بصمت وفعالية لضمان التتبع الدقيق لكل مشروع. منذ تعيينه على رأس ولاية أكادير إداوتنان، عُرف الوالي أمزازي بصرامته الإدارية ومقاربته الميدانية، القائمة على التواصل القريب من المواطن ومواكبة الأوراش بشكل شخصي. لطالما شوهد وهو يترأس اجتماعات تقنية ميدانية، ويقوم بزيارات تفقدية لمواقع الأشغال، حريصًا على احترام آجال الإنجاز ومعايير الجودة.
بفضل هذه المقاربة الدقيقة والالتزام المستمر، تمكنت أكادير من تحقيق نسب تقدم عالية في تنفيذ المشاريع، مما جعل المدينة نموذجًا يحتذى به في تنزيل الرؤية الملكية على أرض الواقع. إنه بالفعل “رجل الظل” الذي يعمل بتفانٍ وحس وطني عالٍ، لضمان أن تكون أكادير دائمًا في مستوى تطلعات ساكنتها، وفي صدارة المدن المغربية الصاعدة.
نحو مدينة ذكية ومستدامة
التحول الذي تعرفه أكادير اليوم لا يقتصر على البنية التحتية أو المظهر العمراني، بل يتجه نحو بناء مدينة ذكية ومستدامة، تراعي البيئة وتستثمر في الرقمنة وتعزز الاقتصاد الأخضر. هذا التوجه يعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى جعل أكادير مدينة صديقة للبيئة، متصلة رقميًا، وتوفر فرصًا اقتصادية مبتكرة.
إن ما تشهده مدينة أكادير اليوم ليس مجرد تحديث عمراني أو تجميل للواجهة، بل هو ورش تنموي شامل يحمل في طياته رؤية ملكية طموحة، وإرادة محلية قوية. وفي قلب هذا المسار، يواصل سعيد أمزازي أداء مهامه كـ”رجل الظل” بامتياز، بحس وطني عالٍ، وحرص دائم على أن تكون أكادير في مستوى تطلعات ساكنتها، وفي صدارة المدن المغربية الصاعدة.
َA.Bout