اشتوكة ايت باها:واحة تاركانتوشكا تتنفس الصعداء بعد السيطرة على الحريق.. وتواصل الجهود لمعالجة الأضرار

لا تزال واحة تاركانتوشكا بإقليم اشتوكة أيت باها، اليوم الإثنين، مسرحًا لتحركات مكثفة من مختلف السلطات والمصالح المعنية، في إطار جهود متواصلة لمعالجة آثار الحريق المهول الذي شبّ بالواحة يوم أمس الأحد، مهددًا إرثًا بيئيًا وإنسانيًا عريقًا.

وقد تمكنت فرق الوقاية المدنية، بتعاون وثيق مع مصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، من إخماد الحريق والسيطرة على بؤره الأساسية، بفضل تعبئة سريعة وفعالة للوسائل اللوجستيكية والبشرية، حيث جرى تفعيل تنسيق ميداني محكم بين الأطقم المتدخلة، ما حال دون اتساع رقعة النيران وانتشارها نحو مساحات إضافية داخل الواحة، المعروفة بكثافتها النباتية وهشاشتها أمام الكوارث الطبيعية.

ووفق مصادر محلية، فقد ساهم هذا التدخل السريع في تقليص حجم الأضرار البيئية والمادية التي كان من الممكن أن تتضاعف لو تأخر الوصول إلى مكان الحريق. وقد شوهدت منذ صباح اليوم عمليات تنظيف وإزالة الأعشاب المحترقة، وتقييم أولي لحجم الخسائر التي طالت بعض الأشجار والنباتات المحلية، فضلاً عن حماية ما تبقى من الغطاء النباتي.

وفي خطوة تعكس المتابعة الحثيثة للسلطات الإقليمية، حلّ السيد محمد سالم الصبتي، عامل إقليم اشتوكة أيت باها، يوم أمس بعين المكان، لمعاينة الوضع عن كثب ومواكبة عمليات التدخل. وقد أجرى العامل عدة لقاءات ميدانية مع مختلف المتدخلين، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة أشغال الترميم والحد من تداعيات الحريق، مع وضع خطة وقائية مستقبلية لتفادي تكرار مثل هذه الحرائق التي أضحت تهدد الواحات بشكل موسمي بسبب التغيرات المناخية والحرارة المفرطة.

وتُعد واحة تاركانتوشكا من الواحات النادرة في الإقليم، ما يرفع من أهمية حمايتها وصيانتها كجزء من الذاكرة البيئية والثقافية للمنطقة. كما دق الحريق الأخير ناقوس الخطر بشأن ضرورة إرساء استراتيجية استباقية تشمل تعزيز البنية الوقائية، وتحسيس السكان بأهمية حماية المحيط الطبيعي، خاصة مع ارتفاع مؤشرات الخطر خلال فصل الصيف.

وتبقى أعين المتتبعين موجهة نحو ما ستُسفر عنه التحقيقات الأولية حول أسباب الحريق، وسبل دعم الساكنة المحلية التي ترتبط اقتصادياً واجتماعياً بهذه الواحة التاريخية.

 

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 744

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *