ظاهرة الحفر العميقة تُهدد المدن المغربية: بين تآكل البنية التحتية وغياب المحاسبة

في مشهد يثير القلق والاستغراب، بدأت ظاهرة انهيار الأرض وظهور الحفر العميقة تتكرر في عدد من المدن المغربية، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى سلامة البنية التحتية ومدى التزام الجهات المعنية بالصيانة الدورية للطرقات. فبعد حادثة الحفرة الشهيرة التي ظهرت وسط أحد شوارع مدينة أكادير، تفاجأ سكان مدينة مراكش بظهور حفرة كبيرة وسط شارع الگولف بمنطقة سيدي يوسف بن علي، بالقرب من سوق الربيع. ولم تتوقف الظاهرة عند ذلك، إذ شهد حي درب غلف بالدار البيضاء بدوره ظهور حفرة أخرى، ما عزز المخاوف من أن تكون هذه الحوادث مقدمة لانهيارات أخطر في المستقبل.

حوادث متكررة تثير المخاوف
أصبحت هذه الحفر العميقة كابوسًا يهدد سلامة المواطنين، حيث يمكن أن تتسبب في وقوع حوادث خطيرة، خاصة أنها تظهر بشكل مفاجئ في مناطق حيوية تعرف حركة مرور مكثفة. ففي مراكش، وجد مستعملو شارع الگولف أنفسهم أمام حفرة ضخمة عطلت السير وأثارت مخاوف من انهيارات أخرى، بينما خلّفت حفرة درب غلف ارتباكًا مروريًا في أحد أكثر الأحياء ازدحامًا في الدار البيضاء.

ما الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة؟
يرجع بعض الخبراء هذه الظاهرة إلى هشاشة البنية التحتية وتآكل قنوات الصرف الصحي تحت الطرقات، حيث يؤدي تسرب المياه إلى تآكل التربة تحت الإسفلت، مما يضعف الأرضية ويفضي إلى انهيار مفاجئ. كما أن غياب الصيانة الدورية وعدم تجديد شبكات تصريف المياه بشكل منتظم يُفاقم المشكلة، خصوصًا في المدن الكبرى التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة وضغطًا كبيرًا على بنيتها التحتية.

من يتحمل المسؤولية؟
تكرار هذه الحوادث يطرح علامات استفهام حول مدى جدية المسؤولين في مراقبة وضع الطرقات وإصلاح التشققات قبل تفاقمها. فهل تتحمل الجماعات المحلية المسؤولية بسبب تقصيرها في الصيانة؟ أم أن شركات البناء والمقاولات المتعاقدة مع الدولة تتحمل نصيبها من المسؤولية بسبب إنجاز أعمال دون المعايير المطلوبة؟

الحل في التدخل العاجل والمحاسبة
لمواجهة هذه الظاهرة المقلقة، لا بد من تدخل فوري من السلطات المختصة لإجراء تقييم شامل للبنية التحتية ومعالجة مكامن الخلل، مع ضرورة فرض رقابة صارمة على المشاريع العمرانية وضمان احترام معايير الجودة في أشغال الطرقات. كما أن المحاسبة يجب أن تكون حاضرة في أي ملف يتعلق بسلامة المواطنين، فلا يمكن أن تظل مثل هذه الظواهر تمر مرور الكرام دون تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة.

في انتظار تحركات حقيقية من الجهات المعنية، يبقى الخوف من ظهور حفر جديدة قائمًا، وسط تساؤلات المواطنين: هل سننتظر وقوع كارثة حتى تتحرك الجهات المختصة؟

A.Bout

 

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬283

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *