بدأ خبراء في قراءة أبعاد مشروع مصنع ضخم “جيغافاكتوري” للبطاريات بالمغرب، سيسخر له استثمار بقيمة 65 مليار درهم من قبل العملاق الصيني “غوشن هاي تيك”، حيث يرى خبراء مختصون في مجال خلايا البطاريات، أنه سيكون من أعظم 13 مصنعا للبطاريات في العالم.
وكان المغرب قد أعلن في 31 ماي المنصرم عن توصله إلى اتفاق مع الشركة المصنعة لخلايا البطاريات الصينية Gotion High-Tech وشريكتها الألمانية فولكس فاغن لإنشاء مصنع “جيغافاكتوري” قادر على تصنيع 100 جيغاوات في الساعة، ما يؤهله ليكون أكبر مصنع للشركة من حيث السعة المستهدفة وأول مصنع جيغاوات في إفريقيا.
وكان المشروع موضوع مذكرة تفاهم بين المغرب ومجموعة GOTION High-Tech، المدرجة في بورصة شنتشن، لتحديد معالم مشروع GIGAFACTORY ونظامه البيئي المتكامل في المغرب. تلك مذكرة تضع الخطوط العريضة للاستثمار، في انتظار الاتفاق حول التفاصيل وإبرام اتفاقية استثمار في ترجمة المشروع على أرض الواقع.
المصنع العملاق لن يكتفي بإنشاء “منظومة صناعية متكاملة” لإنتاج البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية، بل أيضا صناعة أنظمة تخزين الطاقة.
ووفق ما كشفه مرصد الاستثمار FDi Markets فسيكون هذا المشروع ثاني أكبر مشروع استثمار أجنبي مباشر يتم الإعلان عنه في المغرب، بعد مشروع توتال إرين Total Eren المخطط له للهيدروجين والأمونيا الخضراء الذي تم الإعلان عنه العام الماضي بقيمة 100 مليار درهم.
ووفق المصدر ذاته، ستكون سعة مصنع Gotion التي تبلغ 100 جيغاوات في الساعة أيضا واحدة من 13 منشأة فقط من هذا النطاق من بين 392 مصنع جيغاوات تم تتبعها عالميا بواسطة Benchmark Mineral Intelligence، مزود معلومات سلسلة التوريد للسيارات الكهربائية.
يقول إيفان هارتلي، المحلل في Benchmark Mineral Intelligence، “إن تحقيق مثل هذه القدرة لن يؤدي فقط إلى تعزيز الوجود المتزايد لشركة Gotion في السوق العالمية، ولكن أيضا يضع المغرب بين أكبر الدول المنتجة لخلايا البطاريات، ما سيعزز مكانة البلد كمركز صناعي للسيارات الكهربائية في شمال إفريقيا.
وحسب هارتلي دائما، فإن انخفاض تكاليف التشغيل في المغرب قد تكون عامل جذب لشركة Gotion، إلا أنها قد تواجه تحديات في الحصول على يد عاملة ماهرة بما فيه الكفاية في البلاد، ما يعني الحاجة اللاحقة لتدريب وتكوين العاملين في الموقع.
ويضيف المصدر ذاته أن قرار Gotion بناء مصنع في المغرب هي جزء من اتجاه أوسع لمنتجي خلايا البطاريات الصينيين الذين يستثمرون بكثافة في أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية، إذ وافقت ولاية ميشيغان الأمريكية على استثمار منفصل لشركة Gotion في أكتوبر الماضي، حيث ستستثمر الشركة 2.3 مليار دولار في منشأة مكونات البطاريات.
وتتزامن خطط الشركات الصينية في الخارج مع جهود البحث والتطوير المكثفة التي تركز على كيميائيات البطاريات الجديدة، والتي تهدف إلى تحسين السلامة، وزيادة نطاق سير السيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على المعادن من فئة البطاريات التي يزداد الطلب عليها.
وفي ماي 2023، كشفت Gotion النقاب عن بطارية جديدة من الليثيوم والحديد والمنغنيز والفوسفات، والتي تدعي أنها يمكن أن تصل إلى مدى 1000 كيلومتر دون الاعتماد على أكسيد النيكل والمنغنيز والكوبالت (NMC)، وهو أحد أكثر كيمياء بطاريات الليثيوم أيون شيوعا، إلى جانب استعمال فوسفات الحديد الليثيوم (LFP).
ومن هنا تأتي أهمية اختيار المغرب لهذا المشروع، فوفق هارتلي، فإن المغرب لديه موارد المنغنيز وهو أحد أكبر منتجي الفوسفات في العالم. ويضيف “هذا في حد ذاته سيجعل البلاد مركز جذب للمصانع العملاقة”.
أما ماغنوس بيكر، مؤسس شركة Giga-Manganese، وهي شركة استشارة متخصصة في المنغنيز المستخدم في أنظمة تخزين الطاقة، فيقول هناك “فرص هائلة” للشركات في المغرب والدول الإفريقية الأخرى الغنية بمواد البطاريات لتلبية الطلب من شركات تصنيع الخلايا الصينية.
