تارودانت تنجو من كارثة حقيقية بعد السيطرة نسبياً على حريق جبال تيزي نتاست

قضت ساكنة جماعتي تيزي نتاست وتافنكولت القريبة من المحيط الغابوي للمنطقة، ليلة عصيبة بعد انتشار النيران بشكل مرعب، ليلة أمس، في أحراش المنطقة وأشجارها بفعل هبوب الرياح القوية التي تراجعت قوتها لحسن الحظ في الساعات الأولى من صباح اليوم .

وأوضح إسماعيل بن عمر المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتارودانت، في حديثه لـ”الرأي24″، أن مساحة الحريق اتسعت بشكل سريع بفعل الرياح القوية التي عرفتها المنطقة منذ نهار يوم أمس الثلاثاء، مضيفاً أن الحصيلة المؤقتة للخسائر، بلغت لحدود الساعة ما يقدر بـ40 هكتار من المساحات الخضراء التي تضم عدداً مهما من أشجار البلوط الأخضر وأشجار الأركان والعرعار والخروب، فيما لم تسجل ولله الحمد، أية خسائر في الأرواح.”

وحسب المتحدث نفسه، فقد “تمت السيطرة نسبياً على الحريق الذي خلق الهلع والرعب لدى ساكنة المنطقة، وذلك بفعل استماتة الفريق المكون من 45 عنصراً من القوات المساعدة، و22 عنصراً من الوقاية المدنية ورجال الإطفاء، و09 عناصر من الدرك الملكي و12 عنصراً من المياه والغابات و08 عناصر من السلطة المحلية، بالإضافة إلى ما يقارب 120 فرداً من الساكنة المحلية، الذين تطوعوا للمساعدة على إطفاء النيران المنتشرة بقوة بفعل هبوب الرياح، وهي التي ساهمت بشكل كبير في نقل شظايا النيران لمسافات بعيدة، وهو الأمر الذي جعل الفريق يواصل الليل بالنهار للاستمرار في عملية الإحاطة بالحريق والتي تقدمت بنسبة تناهز 80 في المائة إلى حدود الساعة”.

وبالرغم من توقع المدير الإقليمي للمياه والغابات بتارودانت، إمكانية السيطرة التامة على الحريق وإطفاء كافة البؤر الواقعة بالمنحدرات الخطيرة، مساء اليوم الأربعاء، إلا أنه لم يستبعد إمكانية عودة انتشارها في أي وقت بفعل الرياح، وصعوبة الوصول إلى بعض البؤر التي لازالت تواصل الاشتعال في المواقع الخطيرة الشديدة الانحدار.

وعلاقة بظاهرة عودة الحرائق بقوة، تزامناً مع موجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة بالمغرب، قال رشيد فاسح رئيس جمعية بييزاج للبيئة بأكادير في حديثه لـ”اليوم24″، إن الحرائق لما لها من تأثيرات مباشرة على البيئة والتنوع البيولوجي والحيواني بالغابات، إلا أن لها انعكاسات مباشرة على التنمية القروية، مؤكداً على أن الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار بالقرى، نظراً لارتباط الأنشطة اليومية لذوي الحقوق من ساكنة القرى بشكل قوي بالغابة عبر الرعي والزراعة وجني الخروب والأركان والكركاع، وغيرها من الأنشطة الزراعية والإنتاجية المرتبطة بالغابة، والتي تشكل عصب الحياة بالنسبة لها، ومورداً أساسيا لاستمرار الحياة بالبوادي”.

وقال فاسح، ” إن الحرائق لها أضرار اجتماعية واقتصادية وتنموية وخيمة، إلى جانب ما تشكله من أضرار ومصاريف إضافية على الدولة لتوفير الموارد البشرية واللوجيستيكية لتأمين عمليات الإطفاء، مضيفاً أن الظاهرة تتسبب في كل مرة في انبعاثات غازية خطيرة تساهم في الاحترار الكوني.

وتعرقل الحرائق حسب المتحدث نفسه، قيام الغابات بدورها الأساسي في ضمان عدم انقراض الحيوانات والزواحف، والطيور، وغيرها من الأعشاب الطبية النادرة والأشجار المعمرة، بالإضافة لما لها من أهمية بالغة في تلطيف الجو وإنتاج الأكسيجين”.

س ابدرار

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬278