والان بعد ضرب روسيا لاوكرانيا من هي الدولة الموالية .؟
يرى كثير من الخبراء والمحللين السياسين و الاستراتيجيين ان الدولة أو الدول المرشحة للقصف الروسي هي اما جورجيا او مولدوفيا او هما معا بحكم الماضي الحربي بينهما وكذلك بحكم انتمائهما سابقا الى الاتحاد السوفياتي … اقول لهؤلاء انتم مخطئون …. لماذا ؟
اولا علينا ان نعي جيدا طبيعة الحرب التي يخوضها بوتين حاليا فهي حرب غير إعتيادية ، ليست بحرب احتلالية او حرب للاستيطان الترابي بل هي حرب ذات طبيعة جيوبوليتيكية خاصة ترمي إلى ” الهيمنة الإقليمية ” هيمنة ذات طبيعة ” اوراسية جديدة ” وتتطلب الكثير من الانظباط الاستراتيجي والتكتيكي معا ولها عناصر كمية مقياسية لا تهمنا كثيرا وان كان لها جانب من الأهمية ، بجانب عناصر كيفية حاسمة من قبيل ( العرق – اللغة – الدين ) وسنرى كيف ذلك في هذا المقال في الاسطر القادمة .
ثانيا : وبعجالة سريعة فإن جورجيا مثلا ليست ذات أهمية في الحرب الحالية لانها اولا ليس بها سكان روس كثر حيث لا يمثلون الا 1.5 ٪ من سكان جورجيا فضلا على انهم عرق مشتت لا يستوطن جغرافيا Géo مكانا ما ذا قيمة سياسية politique وبالتالي جورجيا لا توفر ” الثالوث المقدس ” لبوتين … وهو ( العرق – اللغة – الدين ) .
ثالثا : وبعجالة كذلك فإن مولدوفيا كدولة معترف بها دوليا لا تتوفر الا على منطقة واحدة بها روس معروفة بنزعتها الانفصالية وهي منطقة حدودية ميتة لا قيمة لها جيوبيوليتيكيا وهي المعروفة تحت اسم ” ترانس نيستريا ” وهي مكونة تقريبا من 50٪ روس اضافة إلى عرقيات اخرى متنوعة .
منطقة دول بحر البلطيق هي الاكثر ترشيحا ! … لكن لماذا … وأين ذلك بالظبط … ؟
اولا : لا ننسى أن كل متاعب روسيا الحربية مع اوكرانيا تاتي من بحر البلطيق هذا الأخير يعتبر الشريان الاساسي المائي الوحيد بالمنطقة وهو يشبه الى حد كبير قناة السويس المصرية وساقول لكم لماذا هذا التشبيه بالظبط في الفقرات الآتية …
ثانيا : اذا ما تمعنا قليلا في خريطة دول البلطيق الجيوعرقية نجد أن هناك مدينة اسمها ” بودلاسكي ” هاته الأخيرة أغلب سكانها من اصل روس ومن بلاروسين من اصل روس و اكرانيين من أصل روس … وبها ممر بحري فريد من نوعه يسمى نهر ” سوالكي ” … السؤال الان … وماذا بعد ؟
هاته المدينة بها سكان من عرق روسي وهي مدينة انفصالية على طول النهر المذكور اعلاه وبالتالي يمكن اعتبارها مقاطعة روسية او ” ارض نار ” محتملة بالمعنى الجيوعسكري … لانها تتوفر على كل عناصر الثالوث المقدس ( عرق سلافي – لغة روسية – ثم مذهب ارثودوكشي متشدد ) عكس الكاتوليكية المهيمنة في بولندا وبالتالي قطع الامداد .
اذن اذا كانت روسيا ستضرب دولة أو منطقة ما فهي ستضرب حتما منطقة من دول بحر البلطيق وكما هو معروف فهم ثلاثة دول ( استونيا – لاتيفيا – ليتوانيا ) لانه على مستوى هاته الدول الثلاث توجد كل من لينينيغراد وكالينيغراد الروسيتين وبحكم ان روسيا لا تلتصق ترابيا بكالينيغراد فإن البداية الحتمية هي من الممر البحري ” السوالكي ” اي من جهة الدولة الصديقة لروسيا الا وهي بلاروسيا بالإضافة إلى أن مدينة ” بودلاسكي ” تشبه كثيرا كل من دونيستك ولوغانسك المنفصلتين ا تشبه منطقة الدومباس ومثل هاته الاراضي هي استراتيجية لروسيا حيث تعتبرها ” ارض نار آمنة ” لتوفر كل العناصر الضرورية .
الان سنعود لقناة السويس المصرية ولماذا ادرجناها في التحليل …لأننا نعلم كيف ان السفينة التي علقت هناك ادت الى توقف الامدادات الدولية والتجارة العالمية ومثل هذا هو ما ستقوم به روسيا وهذا ما سيزعج جدا جدا امريكا حالة حصوله لان امريكا ليس في حسبانها تجرؤ روسيا على دولة عضوة في حلف الناتو هذا ان لم تقصف كوسوفو صربيا التي تنتظر فقط الفرصة المواتية …. وهاته ستكون مفاجأة القرن 21 .
وللنقاش بقية .
د الزيلالي نجيب
محلل استشرافي .