أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الأربعاء بنيويورك أنه بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أصبحت الصحراء المغربية “منطقة حديثة، متطلعة إلى المستقبل ومتجذرة في موروثها الثقافي وتقاليدها العريقة”.
وقال هلال، متحدثا أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة: “مسترشدا بالرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نفذ المغرب مخططا تنمويا في صحرائه جعل منها منطقة حديثة ، متجهة نحو المستقبل ومتجذرة في موروثها الثقافي وتقاليدها العريقة”.
وأشار إلى أن الحق في التنمية لسكان الأقاليم الصحراوية المغربية هو “واقع ملموس ويعيش بشكل يومي”، مبرزا أن هذا الحق “ليس رهينة لعداء الجزائر ، ولا لانتظار أي تفاوض”.
وقال السفير المغربي إن النمو الكبير الذي شهدته الصحراء المغربية على جميع المستويات يجعلها نموذجا “حقيقيا” للتكامل والتنمية المتعددة الأبعاد والشاملة والمستدامة في إفريقيا ، مشيرا إلى أن التقدم الذي تم إحرازه “هائل”، وذلك بفضل دينامية تنموية “مهمة” من حيث التجهيزات والبنيات التحتية ذات المواصفات الدولية وكذا التعليم وتشغيل الشباب وتعزيز روح المبادرة الذاتية والصحة وتثمين التراث الثقافي غير المادي الحساني.
وأضاف أن هذه الإنجازات تعد دليلا “لا يقبل الجدل” على النجاح “الباهر” للنموذج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية وأهمية سياسة التنمية الإرادية التي اعتمدها المغرب من أجل صحراء مزدهرة، تكون بمثابة قطب إقليمي يربط بين القارة الإفريقية وبقية العالم.
وسجل في هذا السياق، أن سكان الصحراء المغربية يساهمون في صياغة وتنفيذ هذه السياسة ويستفيدون بشكل كامل من الوقع الملموس لإنجازاتها.
وأشار السيد هلال إلى أن تنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى في الصحراء المغربية، بغلاف مالي يفوق 8 ملايير دولار، تم في الواقع بانخراط تام من المسؤولين المحليين المنتخبين وموافقة سكان الأقاليم الجنوبية، مما يدحض “الدعاية المضللة” التي تنهجها الجزائر و+البوليساريو+ في ما يتعلق بـ “استغلال” مزعوم للموارد الطبيعية بالصحراء المغربية.
كما لفت السفير إلى أن دينامية التنمية هاته، إلى جانب التمكين السياسي للساكنة، يساهمان في إرساء حكامة ترابية مندمجة ومتجددة ومرنة بالصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، أوضح هلال أن المشاركة الواسعة لمواطني الأقاليم الجنوبية في الانتخابات العامة لـ 8 شتنبر، وهي الأعلى على المستوى الوطني، بنسبة تفوق 63 في المائة، “تؤكد، إن كان الأمر يحتاج لتأكيد، ليس فقط ارتباطهم الراسخ بمغربيتهم، وإنما أيضا دعمهم الكامل للسياسة التنموية الشاملة التي ينهجها المغرب في صحرائه”.
وسجل أن الأمم المتحدة تعترف كذلك للممثلين المنتخبين للصحراء المغربية، في أعقاب انتخابات ديمقراطية، كما يشهد على ذلك مراقبون وطنيون ودوليون، بدورهم كمحاورين وممثلين شرعيين لساكنة الصحراء، وذلك من خلال مشاركتهم في اللجنة الـ24 وندواتها الإقليمية، وكذا في الموائد المستديرة بجنيف.
وأكد هلال أن هذا التكريس لمغربية الصحراء على المستوى الداخلي تعزز خلال السنة المنصرمة باعتراف دولي غير مسبوق، مذكرا باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه واعتبارها مبادرة الحكم الذاتي الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الإقليمي.
كما أبرز أن 24 دولة إفريقية وعربية وأمريكية فتحت قنصليات عامة بمدينتي العيون والداخلة المغربيتين “لأنها مقتنعة بأن الصحراء، بفضل الجهود التي يبذلها المغرب، أضحت منصة لا غنى عنها لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية لإفريقيا وتوطيد علاقات القارة مع بقية العالم”.